رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

بعد أيام معدودات وبالتحديد يوم 30 مارس يتم الاحتفاء بذكرى رحيل العندليب عبدالحليم حافظ.. وأتذكر فى نفس تلك المناسبة منذ أعوام سألنى صحفى «تفتكر لدينا الآن مطرب مصرى من شباب الغناء الحالى يمكنه التفكير بشكل مختلف والذهاب إلى نص أغنية ترنيمة مثل «المسيح» فيغنيها بكل هذه الروعة كما فعل حليم وغناها بحب وحماس وتلقى ذلك النجاح الجماهيرى ويكتب لها البقاء فى الذاكرة المصرية..؟!)..

 وأرى أنه على العكس، كان من غير الطبيعى والمنطقى لمن عاش طفولته وصباه مثلى فى أجواء زخم إبداعات تلك الفترة وتجلياتها فى الحقبة الخمسينية ومن بعدها الستينية بحصادها الإنسانى الثقافى والفنى عدم التفاعل مع الأغنية، فالمبدع الأصيل هو ابن عصره، وهو ما يدعو إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى الآن لإعادة الوعى بأهمية سيادة فكر «المواطنة» عبر تصويب الخطاب الدينى والثقافى والإعلامى.

فى مطلع الأغنية الترنيمة التى كتبها الرائع عبدالرحمن الأبنودى وقام بتلحينها العبقرى بليغ حمدى.. يغنى حليم..

يا كلمتى لفى ولفى الدنيا طولها وعرضها/ وفتحى عيون البشر للى حصل على أرضها/ على أرضها طبع المسيح قدم/ على أرضها نزف المسيح ألم/ فى القدس فى طريق الآلام/ وفى الخليل رنت تراتيل الكنايس.

لون بديع من ربط القصص الدينى الروحى بكل تفاصيلها الدرامية فى الكتاب المقدس باعتباره الحدث الأبرز فى العقيدة المسيحية بمجىء السيد المسيح الفادى المخلص ليبرأ من يؤمن برسالته من علل وأسقام الخطايا، لقد رأى الأبنودى فى فكرة الفداء والخلاص ونبل معناها الكثير، فما المانع من استثمار تلك التفاصيل، إذا كانت تفاصيل تلك الدراما يمكنها إضفاء معانى النبل بربطها بقضية الأمة العربية والمواطن العربى المسلم والمسيحى الباحث عن مخلص وفادى لإعادة القدس والوطن السليب.

ويواصل الأبنودى غنوته الترنيمة مستثمراً أرض حدث الصلب ثم تقديم قربان الفداء كموقع ينتظر «مسيح وراه مسيح وراه مسيح» للتأكيد على رمزية شخص المسيح المنتظر فى ملمات ضياع الأوطان فى كل العصور، ومشترك آخر هم اليهود الذى يمثل وجودهم عنصر الشر والخيانة فى دراما حياة السيد المسيح، وأيضاً هم شخوص فعل دراما سلب القدس والوطن الفلسطينى وتبعات ذلك..

وكان الشاعر الراحل «الأبنودى» قد أكد أنه فى زمن «عبدالحليم» لم يكن هناك إخوان، لأنهم كانوا فى السجون، وقد كنا ضد حبس الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت، أما حالياً فأقول لولا سجن الإخوان لما استطاع «ناصر» أن يمضى فى تنفيذ مشاريعه، قلت آنذاك لحليم: هناك موضوع يلح على حيث فى كل هزيمة ونكسة نجد الآلاف من الفلسطينيين يزحفون من بلادهم التى استولت عليها القوات الصهيونية، وهذه البلاد هى بلاد «المسيح»، وإن هؤلاء يعذبون كما عذب «المسيح». فقال لى: لو سمحت اكتب... وبالفعل بدأت الكتابة..

أغنية المسيح غناها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ فى قاعة «ألبرت هول» فى العاصمة البريطانية أمام أكثر من 8 آلاف متفرج بعد حرب يونيه 1967 وتبرع «حليم» بأجره لصالح المجهود الحربى.. وهى مناسبة الآن لسماعها لتوقيت صيام ما قبل عيد القيامة التى يعيش المسيحيون تجلياتها الروحية هذه الأيام.

[email protected]