رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

وافق مجلس الشيوخ الأمريكى على ترشيح لويد أوستن، وزيرًا للدفاع، فى إدارة الرئيس جو بايدن.. ولأن الوزير الجديد من السود الملونين، فإنه أول أمريكى من أصول أفريقية يتولى هذا المنصب فى تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية الطويل!

ولا أعرف لماذا تذكرت جورج فلويد فى اللحظة الأولى التى طالعت فيها صورة أوستن منشورة فى الصفحات الأولى من الجرائد؟!

هل لأن فلويد من حيث الشكل قريب من لويد؟!.. ربما.. ولكن هناك شيء آخر أهم هو أن فلويد لقى مصرعه فى مايو الماضى تحت قدم رجل بوليس أمريكى أبيض، راح يضغط بقدمه على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما فلويد يستغيث بصوت مسموع!

حدث هذا فى مدينة مينابوليس، التابعة لولاية مينيسوتا الأمريكية، وأثارت الواقعة صخبًا عاليًا عند حدوثها على مستوى العالم كله، وليس فقط على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية بامتداد ولاياتها الخمسين، وخرجت المظاهرات بامتداد الولايات ترفع شعارًا كان يقول ما معناه أن حياة السود لها أهمية، وأنها ليست بهذه الضآلة التى بدت فى مشهد موت فلويد!

فهل أراد الرئيس بايدن أن يمحو آثار الواقعة من الوجدان الأمريكى، عندما اختار رجلًا يشبه فلويد فى أشياء ليكون على رأس البنتاجون؟!

هذا وارد طبعًا.. ثم إنه وارد أكثر فى اختيار كمالا هاريس نائبةً للرئيس، فهى كذلك من الملونين، وأبوها من أصول جامايكية، وأمها من أصول هندية، كما أنها متزوجة من يهودى أمريكى، وهى فوق هذا كله تظل أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس!

والحقيقة أن كل متأمل فى التركيبة التى جاء بها بايدن إلى مختلف المناصب سوف يكتشف أنه يحاول ترميم ما أفسده ترمب، ويحاول إصلاح جوانب الصورة التى مزقها الرئيس السابق، التى سوف تبقى عبئًا لسنوات على كاهل الولايات المتحدة!

القضية إذن ليست مجرد تشابه فى الاسم بين فلويد وبين لويد، ولا حتى هى مجرد تشابه فى اللون، ولكنها رغبة من جانب إدارة أمريكية جديدة فى أن تقول، إن صورة الولايات المتحدة التى ظهرت للعالم طوال سنوات ترمب الأربع، ليست هى حقيقة الولايات المتحدة التى عرفها العالم على مدى تاريخها باعتبارها أرضًا للحلم كما ظلت تشتهر!.. هذه قد تكون رغبة لدى الإدارة الجديدة.. ولكن الطريق أمامها لا يزال طويلًا، لأن ما يراه العالم من واشنطون منذ فترة إنما هو على النقيض مما عاش يقرأه عنها!