رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

اذا اردت تدمير أمة فعليك باطفالها ثم شبابها. هذا هو جوهر المشهد الدائر الآن  فيما يحدث من جرائم، من جراء مايشاهدونه.. فمنهم من يرتكب جريمته سواء اخلاقية اوجنائية تقليدا لما يشاهدونه ومنهم من يلقى مصرعه اثناء تقليد ما تطلبه اللعبة الالكترونية، فقد اصبح الشباب مستهدفا من خلال المخدرات أو ما يبحثون عنه بأناملهم فى غياهب النت، حيث يظن البعض منهم انه شىء جميل ذلك السهر القاتل وقبوعهم على المواقع السوداء، والتى  يدخلون اليها بتحريك ناعم لماوس الكى بورد، ولا يدرون انه المهلكة الجسدية والعقلية والفكرية بعينها والمؤدية للموت الصامت.

اما عن اهلاك الاطفال لتدميرهم فقد تولت الالعاب الالكترونية ذلك التدمير وقتل روح الابداع فيهم وقتل تفكيرهم الدراسى والابداعى فكان ذلك من خلال تلك الألعاب الالكترونية، التى تسببت فى قتل عدد منهم.

اذًا القاتل معروف وهو الالعاب الالكترونية ولكن لا يحاكم، فقد سبق وتوفى عدد من الاطفال جراء الانسياق وراء هذه الالعاب، واصدرت دار الفتوى بالازهر ودار الافتاء بيانا يحرم هذه الالعاب، وتناولت فى ذلك الحين مقالا فى زاويتى هذه لتحذير الاباء والامهات وتوعيتهم بمراقبة اولادهم والاشراف على مايشاهدونه ومنع ممارستهم لهذه الالعاب لما تسببه من مهالك عبر الة التليفون المحمول.

 إن الألعاب الإلكترونية تستهلك الكثير من الوقت وتستحوذ على تفكير الأطفال بما تحتويه من أفكار و مهام قد لا تناسب عمر الطفل أو بيئته. وهذه الألعاب تزيد من عنف الطفل وتجعله انطوائيا وليس لديه القدرة على المشاركة الاجتماعية، ولقد اكدت الدراسات ان هذه الألعاب مصممة لتشكل تحديا للطفل وتجعله يدمن لعبها باستمرار عن طريق المكافآت المستمرة واستخدام المؤثرات السمعية والبصرية التى تخلق جوا من الإثارة حول الطفل وتجعله ينسحب من الحياة الواقعية ليصبح حبيس أركان اللعبة والتفاعل الشديد معها سواء بمشاعر الفرح للفوز أو الغضب للخسارة، ما يجعل مستوى الادرينالين مرتفعا باستمرار، ويزيد من خطورة الإصابة بالسكتات الدماغية أو انفجار بعض الأوعية الدموية المسئولة عن تغذية المخ.. والتى قد تؤدى الى وفاتهم او ارتكابهم جرائم من جراء ما يشاهدونه عبر هذا الجوال.

 اما الان فقد تجددت الاحزان وقفز على الاذهان كل ماسبق، عقب وفاة طفل فى العقد الثانى من عمره ببور سعيد منذ 4ايام.. والذى توفى بسبب إصابته بسكتة، أثناء ممارسته لعبة بابجى الالكترونية، وقد اعلنت النيابة العامة تحقيقاتها الاولية فى الحادث والتى اكدت انها اثناء مناظرتها جثمان الطفل تبين وجود آثار دماء من الأنف امتدت إلى وجهه وعنقه، وآثار زُرقةٍ بغالب جسده، كما سألت النيابة والدَى الطفل فشهدا برؤيتهما ابنهما ليلةَ وفاته منهمكًا فى اللعب بهاتفه المحمول، ثم رأياه مستلقيًا وهاتفه على صدره، فظنَّا خلودَهُ إلى النوم، وعندما حاولا إيقاظه ولم يستجب تبينا زُرقةً بجسده ونزيفًا من أنفه، وبعدما وصلا به المستشفى لإسعافه عَلِما بوفاته، وأَوْضَحا أن نجلهما كان دائم اللعب بالألعاب الإلكترونية خاصَّةً لعبة قتالية تُسمى بابجي.

وعلى ذلك فإن النيابة العامة تهيب بالآباء وأولياء الأمور تحمل مسئولياتهم فى ترشيد انخراط أبنائهم فى مثل هذه الألعاب التى تضرُّهم ولا تنفعُهُم، وتُلحق الأذى النفسيَّ والفكريَّ والبدنيَّ بهم، ولا تُنمى مهاراتهم، وتؤكد ضرورةَ مشاركتهم فيما ينفعُهُم من رياضة وأنشطة تبنى وتنمى منهم، ولا تهدم وتخرب فيهم، واعلموا أن من سُبُل استهداف هذه الأمة إلحاق الأذى بأبنائها وشبابها بشتى الصور للإضرار بمستقبلها، فحافظوا على أبنائكم ومستقبل بلادكم.