رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عبر تقرير صحفى مهنى هام لمجلة « القاهرة « التى كانت ضمن إصدارات وزارة الثقافة (كمجلة) بعددها الصادر فى 31 ديسمبر 1985 كتب المحرر مذكرًا القارئ :

 لقد أعيدت هيروشيما إلى الحياة وأصبحت مدينة جديدة بنيت على الطراز المعمارى الغربى.. وعدد سكانها مليون نسمة أغلبهم من الغرباء الذين يقومون بكل ألوان النشاط الاقتصادى والاجتماعى.. أما السكان الأصليون ويبلغ عددهم 150000 نسمة ويطلق عليهم هيباكشا ـ أى الذين عاشوا بعد الكارثة ـ وفى ذاكرتهم الجمعية والفردية حفرت ذكريات ذلك الصباح البعيد.. الحزين.. ليوم 6 أغسطس 1945..

يوم 6 أغسطس فى هيروشيما : يقول الشاعر الهيروشيمى الراحل «سانكتيش توجي» فى أغنية ألفها عن كارثة هيروشيما :

أعد لى أبى.. أعد لى أمي

أعد لى جدى.. أعد لى جدتي

أعد لنا أبناءنا.. أعد لنا بناتنا

أعد لى نفسي

أعد لى إنسانيتى

أعد كل منا إلى الآخر

حتى تستمر الحياة

أعد لنا السلام

السلام الذى لا ينتهى

    ويردد أبناء وبنات هيروشيما هذه الأغنية فى صباح يوم 6 أغسطس من كل عام.. وفى فجر هذا اليوم يتجه الجميع إلى حديقة السلام..

 وحول تفاصيل الاحتفاء بفكرة « إعادة البناء « يذكر محرر « القاهرة « أنه عندما تعلن الساعة الثامنة والربع يحنى الجميع هاماتهم فى صلاة تستمر دقيقة واحدة.. وفى هذه الثوانى الستين يسود صمت عميق رهيب.. صوته أقوى من صوت انفجار القنبلة (ألقيت القنبلة فى الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة ).. ثم يتقدم عمدة المدينة ويلقى كلمة عن السلام عند النصب التذكارى الذى أقيم للشهداء.. وبعد ذلك يضع كبار المسئولين والمشاركون فى هذه الذكرى الزهور.. ثم تنطلق أسراب الحمام البيضاء فى سماء هيروشيما معلنة إرادة الإنسان ـ كل إنسان ـ فى الحرية والفرح والسلام وعندما يأتى المساء تنطلق الصواريخ النارية وتقام الاحتفالات فى حديقة السلام..

وترتبط هذه الاحتفالات بالتقاليد والعادات البوذية، التى تدفع الأحياء لقضاء يوم مع الموتى.. وهو ما يشبه " الطلعة " فى تقاليدنا وعاداتنا الشعبية فى المواسم والأعياد.. ويحمل الأطفال الفوانيس الورقية الملونة ويطوفون بها فى أنحاء المدينة ـ كما يحدث عندنا فى ليالى شهر رمضان ـ وكل فانوس مكتوب عليه اسم طفل من الأطفال الذين استشهدوا فى ذلك الصباح ـ وأخيرا يلقى الأطفال فوانيسهم فى نهر أوتا.. وهم يرددون الأغنية التى سجلتها هنا فى بداية هذه الكلمة.. وفى الليل يعود الجميع إلى منازلهم وينامون.. يحلمون بغد يسود فيه السلام العالم أجمع..

وفى « متحف السلام « يمكنك عزيزى القارئ أن ترى مجموعة كبيرة من الصخور والأحجار والمعادن والزجاج وغيرها من المواد والأدوات التى شوهتها القنبلة وصنعت منها أشكالاً وتشكيلات بشعة، قام بجمع هذه المواد من أنحاء المدينة المشتعلة عالم جيولوجى من أبناء هيروشيما ومن ضحايا القنبلة الذرية، وكأنه يكتب بهذه المواد منشورًا ثوريًا ضد الحرب ـ كل حرب.. لقد أعادوا بناء الإنسان لبناء الوطن، فعادت الحياة..

 

‏mailto:[email protected]