عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ذكرتنى مقولة الممثل الرائع الراحل «توفيق الدقن «أحسن من الشرف مفيش» وأنا أتابع مقطعا من الفيلم ما نشرته الصحف فى مطلع شهر نوفمبر 2010 حول جريمة  تاجر مواشى فى الفيوم قتل طفلته البالغة ثلاث سنوات، خوفا من فضيحة أن تكبر ويعايرها أهل القرية بسلوك واحدة من قريباتها! أطبق بيديه على رقبتها حتى لفظت أنفاسها. وقال فى التحقيق إنه «أراد أن يخلصها من العار»!

يكتب القاص والكاتب الرائع  د. أحمد الخميسى «معلقًا على الحادث وغيره من تلك المواقف للرجال تجاه المرأة... « مفهوم طبعًا أنه أراد أن يخلص نفسه من العار المتخيل ، وبعبارة أخرى فقد أراد أن يصون شرفه! أراد أن يحفظ شرفه هناك، حيث الشرف قطعة لحم صغيرة، يمكنه ازالتها بحد السكين، أو بيديه، أو برصاصة. وتعلم النساء أن الرجال قد علقوا شرفهم على المرأة، لهذا نقرأ منذ أيام قليلة عن فتاة شابة فى السابعة عشرة خافت من والدها إلى درجة أنها قتلت أختها الصغيرة! دفعتها إلى السرير فى حجرة النوم وخنقتها بقطعة قماش» بلوزة «لأن الصغيرة هددتها بأنها ستخبر والدها بشأن المكالمة االهاتفية التى سمعتها بين الأخت وأحد الشباب. الخوف من أن ينهض الرجل ويدافع عن شرفه «هناك» ساق الفتاة إلى قتل أختها.

بعنوان بليغ ورائع «المرأة ليست صندوقًا لحفظ شرف الرجال»  كتب «الخميسى» إنه هوس البحث عن الشرف خارج أنفسهم، فى بدن امرأة، بينما تظل ساحة الشرف الأكبر داخل الانسان، فى مواقفه وفى علاقته بالآخرين، وفى شوقه للعدل وفى أحلامه بحياة حرة كريمة لنفسه وللاخرين، وفى هذه الساحة يجب أن يبحث الرجل عن شرفه، وأن يكف عن ملاحقة المرأة بالتنكيل والإهانة وصولاً إلى القتل.

نكتشف مع الكاتب حالة من التردى والتوهان وضياع بوصلة التوجه الصائبة لتعريف قيم ومفاهيم الشرف والرجولة والتفاعل الإيجابى مع مجتمع 2019 برؤية عالم 2019 ...

ويضيف «الخميسى»: اتركوا المرأة فى حالها، إنها ليست صندوقًا يحفظ فيه شرفك، وليست ملكية خاصة للرجل، إنها كائن مستقل، وهى لا تذهب لغسل عارها حين ترى رجلاً زانيًا، ولا تقتل حين تجد رجلاً مرتشيًا، أو كاذبًا، إنها لا تبحث عن الشرف خارج نفسها.

 هكذا أوصى «الخميسى» بنى جلدته من رجال رفعوا شعار «أحسن من الشرف مفيش» ليتأكدوا أولاً: هو إيه معنى الشرف؟!! ... وكمان المرأة ودورها العظيم بعيدًا عن جعلها «الصندوق الهدف لضربات قبضايات الدفاع عن الشرف»!!

ويبقى السؤال، لماذا لا نبنى حضاريًا وإنسانيًا على ما تقدم، وما تم تقديمه من رؤى تقدمية كشعب أنعم الله عليه بنخب ورواد وأهل إصلاح وتنوير، لتكون رؤاهم وأفكارهم  بمثابة ثوابت ينبغى النضال من أجل استقرارها والدفاع من أجل تنميتها ؟!

[email protected]