رؤية
من مظاهر التحدى الذى تقوم به الحكومة الأثيوبية إرسال سفيرها بالقطر المصرى من الكاثوليك ، دون الأرثوذكس ، ولما مات السفير الأثيوبى السابق ، أرادت الرئاسة الدينية بمصر أن تجامل الأثيوبيين بتكريم السفير المنتقل والصلاة عليه بالكاتدرائية المرقسية الكبرى ، واتصل حضرة صاحب العزة فرج بك موسى بالسفارة ، فأجابته بأن السفير كاثوليكى وسيصلى عليه بالكنيسة الكاثوليكية ، فاقترح حضرته أن يصلى عليه كما يريدون وتترك المراسيم الاحتفالية للكنيسة المرقسية وهى كنيسة البلاد ، واتصلت السفارة بحكومة أثيوبيا فرفضت هذه المجاملة ، وصلى عليه بكنيسة القديس يوسف اللاتينية .
وجاء بعدد ( مايو 1946 ) مجلة صهيون التى كانت تصدرها كنيستنا الأرثوذكسية خبرًا حول نجاح سياسة ( التهديد بالانفصال ) التى اتبعتها الحكومة الأثيوبية وحصل المتطرفون على ما لم يحلموا به من المطالب ، ويقول الواقفون على بواطن الأمور أن المطلب الثانى سيكون (دير السلطان ) وسيكون السلاح هو التهديد بالانفصال لأنه سلاح ماض يفعل كما يفعل السحر ، وسيستخدم الأثيوبيون بعض الأقباط الذين استخدموهم فى الماضى لتحقيق أغراضهم .
عرضت هذه القضية كما يعلم القراء الكرام على المجمع المقدس برئاسة البابا مكاريوس البطريرك السابق ، وحكم فيها ـ طبقًا لقوانين الكنيسة وتقاليدها ـ برسامة أساقفة أثيوبيين وأقباط لكنيسة أثيوبيا ، واستأنفت الحكومة الأثيوبية هذا الحكم أو القرار الكنسى أمام المجمع المقدس برئاسة نيافة الأنبا أثناسيوس قائمقام البطريرك ، فقضى برسامة مطران أثيوبى مع الأساقفة الأثيوبيين الذين قرر المجمع السابق سيامتهم لأثيوبيا فجاء هذا الحكم منقوصًا من أساسه للأسباب الآتية :
أولاً : لأن الهيئة التى قضت به غير مختصة ، لأنها قررت هذا القرار فى غياب الأب البطريرك ، صاحب الحق الأول فى هذا الشأن الخطير ، الخاص بتغيير أساسى فى تقليد كنسى ظل متبعًا 16 قرنًا .
ثانيًا : لأنه صدر فى غياب حصرة صاحب النيافة الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا ورئيسها الدينى المسؤول عن مركزها الدينى ، وتقدمها الروحى ، ولم يأخذ المجمع رأيه قبل إصدار قراره الخطير المذكور .
لقد كان للإرساليات التبشيرية التى يرسلها الفاتيكان دور فى إشعال الصراع بين الكنيسة المصرية و الإثيوبية لدرجة قيام أحد ملوك إثيوبيا بمحاولة فصل الكنيسة الإثيوبية عن المصرية وقامت حروب دامية بين البلاط الملكى و مؤيديه من ناحية و المدافعين عن الكنيسة الأرثوذكسية من ناحية أخرى و نتج عن ذلك مصرع اثنين من المطارنة الأقباط هما بطرس و سمعان و مقتل الملك زادنجل و التمثيل بجثته وعلى الرغم من ذلك أصر خليفته الملك سوسينوس على إعلان تبعية الكنيسة الإثيوبية للفاتيكان و استمر ذلك 6 سنوات حتى أعلن إانه و خليفته فاسيليدس عودة الكنيسة الإثيوبية إلى تبعية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مرة أخرى .وللمفال تتمة فى عدد قادم إن شاء الله ..