رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعد العيد يومًا من الفرح والسرور الذى يعم على الصغار والكبار على حد سواء، فإن الله تعالى يجب أن يرى أثر نعمته على عبده عن طريق اللباس الجديد والأنيق وتناول ألذ المأكولات دون تبذير «يا بنى آدم خذوا زينتكم عند مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (سورة الأعراف: 31).

هكذا فإن الله تعالى أحب للناس الطيبات من اللباس والطعام فى ذلك اليوم ولكن أكد ضرورة عدم التبذير والإسراف حتى لا ينسى الإنسان المعنى الأساسى من العيد وهو شكر الله على نعمته التى منّ علينا بها، بالإضافة إلى توفيقه لنا فى كل مجالات حياتنا.

وللعيد فى حياة البشر أهميته العظيمة إذ إن له آثاره النفسية على الأفراد والمجتمعات ومن مقومات السعادة المجتمعية أن تحتفل الشعوب والأمم بأعيادها بما يحقق رسالة العيد وغايته، فالأمم التى تحترم ذاتها هى التى تقيم وزنًا للأعياد سواء كانت الأعياد لها أو لغيرها من الأمم.

وفى كل الأحوال يجب أن يكون للعيد قدسيته وبهجته فهو مظهر من مظاهر الحضارة الإنسانية وفيه تتجلى معانى الكرامة والرفعة الإنسانية.

وإذا كانت الأعياد تأتى بعد مواسم الطاعات وهى التى تحمل فى طياتها المشقة والتى تتطلب من الإنسان الصبر ففى الصيام مشقة فى الامتناع عن الطعام والشراب وكبح النفس عن الشهوات المشروعة وكذلك فى الحج نجد المشقة تتمثل فى الذهاب إلى بيت الله الحرام من كل فج عميق لأداء المناسك وفى المناسك ذاتها نجد أن فيها كثيرًا من المشقة لذا شرع الله تعالى الأعياد ترويحًا عن النفس بعد هذه المشقة فى أداء الطاعات وتلك رحمة واسعة من الله سبحانه وتعالى.

ولعل العيد هذا العام يحل علينا فى ظل الجائحة «الكورونية» التى اجتاحت العالم أجمع فحبست الدول فى حدودها وحبست الأفراد فى بيوتها وهو اختبار شديد لمدى الصبر وقوة التحمل، حيث إننا لن نستطيع أن نمارس بعض طقوس العيد ولكن علينا أن نأخذ من هذا الشهر العظيم العبرة والعظة فى قوة الصبر.

ولابد أن يمتد صبرنا وتحملنا حتى تزول تلك الجائحة ولا شك أن هذا الأمر عسر وسوف يأتى معه اليسر بإذن الله وهو بشارة عن المولى عز وجل «فإن مع العسر يسرا أن مع العسر يسرا» (سورة الشرح: 5-6)، وفى هذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم هل يغلب عسر يسرين؟

نعم لا يمكن أن يغلب عسر يسرين فبإذن الله سوف تزول هذه الغمة ويكشفها الله عن الأمة، فكم من أوبئة حلت ثم اضمحلت وتوالت ثم تولّت، اللهم مكن الأسباب لزوال الوباء فأنت القوى ونحن الضعفاء.

فلنصبر حتى يزول الوباء وسوف نحتفل ويكون ذلك الاحتفال عيدًا لنا وللبشرية جمعاء، وحينئذ يكون العيد فرحة.