رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

مر علينا وكأنه يوم القيامة وكان فيه الهلع والخوف هما سيدا المشهد، فهو يوم عشناه وكأنه الدهر, كل لحظة فيه كان الرعب يتخلله فصوت البرق والرعد المخيف، ولم ينقطعا كأنهما قنابل شديدة الانفجار تنفجر ثم يعقبها نزول السيول العارمة وسط حالات الرعب التى انتابت الجميع لما فرضته علينا الطبيعة، أن ما حدث يوم الخميس الماضى وشاهدناه رأى العين من تقلبات وسوء أحوال جوية وما تخلله من برق ورعد وسيول جعلتنا جميعا نجأر إلى الله بكاء ودعاء لله القوى سبحانه وتعالى كنا نعيش مشهدًا غامضًا لا أحد كان يعلم ماذا تكون نهايته، خاصة لما سبقه من تحذيرات من الأرصاد ومنصات التواصل الاجتماعى ولكن رحمة ربنا جاءت بعد وقات عصيبة قضاها الجميع وسط ظلمات كست نهار ذلك اليوم ووسط حبس الأنفاس فعلى الرغم من التحذيرات التى أصدرتها الأرصاد من الطقس السيئ، وعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت منح العاملين إجازة يوم الخميس السابق للأحداث حتى استقبله الناس وكأنه يوم عيد، ووقف الناس فى طوابير متراصة على محال المحمصات  لشراء التسالى، وظلوا يطلقون الضحكات والقفشات والنكات على عدم قدوم الإعصار والسيول حتى لاحت اللحظة الحاسمة، فكلما امتلأ الجو بصوت الرعد والبرق الرهيب نناجى الله برحماك ربى، لقد هرع الجميع بالدعاء سواء فى دور العبادة وأمام المنازل أو الفيس بوك، وكأن الجميع يقرؤها كملاذ وفرار إلى الله من هول سوء الأحوال الجوية، ولكن على جانب آخر أثناء ما شهدته مصر يومى الخميس والجمعة الماضيين، وما إن هدأت الأحوال التى حولت الشوارع والمنازل لبرك من المياه، وكعادة المصريين فقد حاول البعض تخفيف المعاناة لهذه الكارثة وتحويلها لشكل مضحك، فمنهم من قاموا بالعوم والغطس فى تجمعات مياه الأمطار ومنهم من أحضر قوارب ليعوموا وسط ضحكات وأفيهات أطلقوها وتبادلوها، كما برزت خفة الدم أيضًا، كالعادة عندما قام البعض بإتمام زواجه ونقل العروسين على سكين جرف اللودر الذى يستخدم فى نقل مواد البناء والمواد الصلبة وتم زفافهما بذلك وكأنهما يستقلان باخرة نيلية، إن خفة الدم المصرى هذه كانت عاملًا قويًا فى مواجهة ما أفسدته الموجة السيئة في اليومين الماضيين لكنها رحمة ربى التى جأت بالخير لتغسل الأمطار كل شىء ولكن هل غسلت القلوب؟ عمومًا كل مطر وكل شتاء ونحن جميعًا بخير.