رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

يذهب بعض من المواطنين المصريين للخارج ثم يشيدون بعظمة شوارعها وجمال قصورها، وما أروع متاحفهم! ما أروع المباني! ثم يتحسر على بلده! لِما ليس لدينا ما يمتلكونه! ثم تجد البعض يتذكر أيام زمان! فيتحدث أيام قصور الملك فاروق ومحمد علي وعظمة مصر ويقول يااااه ليه مصر بقت كدة! ويبدأون يقتبسون صورًا من الشرق والغرب ويقولون هي دي الدول! شايف العظمة مش زي عندنا! ويبدأ يجلس على مواقع التواصل الاجتماعي ثم السخرية من بلده! ومن فقر بلده! وفور قيام مصر بالتشييد والبناء يبدأ البعض ممن لا يريدون الخير لمصر يشككون في كل شيء، ويبدأون بالقول إحنا لاقيين ناكل علشان نبني قصور!؟ هنعمل ايه بيها!؟

لدي سؤال أريد الإجابة عنه؟ ماذا يريد البعض من مصر!؟ تتمنون أن تصبح مصر مثل باقي الدول العظمي، وعندما يحدث ذلك البعض يشعر بالمأساة!، ولكن أنا أعرف ماذا يريد هؤلاء! هم لا يريدون الخير لمصر، ولا لشعب مصر، لا أقصد الخونة بالخارج، بل الأشد خطرًا الخونة في الداخل! هم يريدون أن ينزعوا الفرحة عن مصر وأهل مصر، يريدون ألا تنعم مصر بالرخاء! ولكن محاولاتكم كلها تنتهي بالفشل الذريع! ومصر لن ترجع خطوة للخلف، بل تتقدم آلاف الخطوات للأمام لترجع كما كانت من قبل رائدة في كل شيء!

تخيل أنك تملك منزلًا وعندما تستيقظ ترتدي ملابسك للذهاب للعمل وعندما تعود تخلع ملابسك وإذا بك تلقي بها على الأرض! ثم تقوم بإعداد الطعام، وعقب تناوله تلقي ما تبقى منه على الأرض وتذهب للنوم، لا تملك قواعد وقوانين تسير عليها، أي ليس للبيت نظام، ولو به لا تتبعه أو أغلبية أفراد الأسرة لا تتبعه! ثم تستيقظ لتذهب إلى زميل لك، وإذ بك تجد منزله جميلًا، منظمًا، نظيفًا، تجد كل شيء مرتبًا، كل شيء بمكانه، لا قمامة على الأرض، الغرف منظمة، تجد المنزل قائمًا على نظام وقانون يطبق على كل من بالمنزل، تعود إلى منزلك تشعر بأن منزلك سيئ ونسيت أنك أنت السيئ وليس المنزل!، تشعر أن منزل زميلك أفضل ونسيت أن زميلك هو الأفضل والمنظم، كم تتمنى أنك تعيش بهذا المنزل، تجلس لتشيد بمنزل زميلك وكيف يقوم على النظام والقانون، تشيد بنظافة هذا المنزل وتشيد بكل شيء فيه، نسيت أن هذا المنزل جماد، أنت من تجعله قصر تفتخر به وتجعل الجميع يفخر به أو تجعله سيئًا!

هذا هو الحال في بلدنا مصر، فنحن من نحافظ عليها، نبنيها، نعمرها، نصلح فيها ولا نخربها، وهكذا الحال في ذهابك لبلد آخر، وإذ بك تشيد بجمال هذا البلد، ونظافة شوارعه، والنظام الذي يسير عليه شعب هذا البلد، وإذ بك تشيد بقانون البلد وبتطبيق الحكومة للقانون وباحترام الشعب للقانون، إذ بك تسير في شوارع أي بلد آخر منبهر! ما هذا النظام، ما هذه النظافة، وإذ بك تقف في إشارة مرور وتندهش أكثر من احترامهم للمرور! وإذ بك تسير والعربيات تسير بلا عوادم سيارات! ثم تعود لبلدك لتجلس على الفيس وتكتب وأنت مستاء أنا حزين أني مصري! أنا إزاي عايش في بلد زي مصر!

نسيت أن البلد المنبهر به المفروض تنبهر بشعبه! النظام اللي منبهر به الشعب هو من يقوم به سواء تمثل في حكومة تصدر قانون وتطبقه أو شعب يحترم القانون! نسيت أن الشوارع النظيفة لا تنظف نفسها تلقائي، بل الشعب هو من يقوم بنظافتها هو من يلقي بالقمامة في مكانها وليس في شوارعها! نسيت أن لو شعب مصر ذهب لأي بلد آخر سيجعله مثل ما يفعله في بلده مصر! وشعب أي دولة جعلتك منبهرًا أتى إلى مصر سيجعلها مثل بلده الذي أبهرك بنظامه ونظافته وقوانينه!

سبب تأخرنا أننا مش عارفين إن 99% من حل المشكلة معرفة ما هو سبب المشكلة، فسبب المشكلة هو نحن كشعب وليس دولة أرض، مكان، جماد يرعاه الشعب!، فما يفرق ما بين دولة عن أخرى شعب وليس كيانًا معنويًا، نحن من نصنع الوطن ونجعله في تقدم هتشوف خارج بلدك شوارع نضيفة! هتشوف نظام! هتشوف جو نضيف! أكل نضيف! هتشوف قوانين بتفرض وتطبق! هتشوف شعب يلتزم بالقوانين ويحترمها! هتشوف اللي نفسك يحصل في بلدك ويخليك ترجع كاره بلدك! ألم نسأل أنفسنا من السبب في ذلك؟! إنسان أم جماد؟! الشعب مش الدولة ككيان معنوي! أي نظام، نظافة، عدل من الشعب بجميع طوائفه! فالحكومة، الشرطة، الجيش، القضاء، دكاترة، مهندسين، معلمين،... الخ من الشعب! العيب فينا كشعب وليس كدولة يحكمها شعب!

e-mail: [email protected]