عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

انتشر خبر مطالبة «الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب» وزارة الداخلية والنيابة العامة بالمملكة المغربية بالتحرك لوضع حد لما أسمته «عصابة من الإرهابيين» تصدر قرارات فى «زاكورة» باسم الأعيان، «حيث تمنع الموسيقى وتقاليد الأعراس وتفرض عقوبات على مخالفى أوامرها»، وقبل ما يقرب من عام نشرت مجلة «تيل كيل» ملفاً عن محاربة الاحتفالات ورقصات «أحيدوس» فى المغرب الأوسط من طرف جمعيات السلفيين الذين يقترحون مبالغ مالية من أجل عدم إقامة الحفلات الراقصة فى الأعراس والمواسم، والاكتفاء بقراءة القرآن فقط، وبالطريقة السعودية، ولأجل ذلك أكثروا من بناء المساجد الفخمة فى مناطق تفتقر لكل البنيات الأساسية، كما قاموا بتدريب فرق محترفة من الأشخاص تقوم بنفس المهمات فى العُرس كما فى المأتم والجنازة: قراءة القرآن وإلقاء «دروس دينية».

تعقيباً على الخبر، قال الكاتب والمفكر المغربى الشهير «أحمد العصيد» إنه مخطط يتجاوز حدود التراب الوطنى، إذ هو نفسه فى العديد من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مرماه البعيد الهيمنة على الدولة والاستيلاء على مراكز النفوذ والسلطة والثروة، والوصاية على القيم، أما وسائله وآليات اشتغاله وطرق عمله فتفضى إلى استهداف ثقافة المغاربة وهويتهم وفنونهم العريقة، أى الحياة برمتها، وليس فقط رأس السنة الميلادية، والسؤال المطروح هو أى جنس من البشر هم هؤلاء الذين تزعجهم الكلمة الشعرية واللحن المؤثر والرقصة والإيقاع والبهجة التى تشيع فى النفوس الأمل والحبور وحب الحياة؟ من أية طينة اشتقت هذه الأرواح المظلمة التى تعتبر الفرح والحب والجمال إثماً عظيماً وجريمة، فتنقبض لمجرد رؤية الناس فى حالة انشراح؟

ويردف مفكرنا «أتذكر أن هذه القصة بدأت أمام ناظرى سنة 1979، فى أعالى جبال الأطلس الصغير، كان أحد الفلاحين البسطاء يتهيأ لإقامة عرس ابنته، عندما حل ببيته شخصان من عائلته ملتحيان بشكل غريب وغير مألوف، وكان مجيئهما لسبب واحد ووحيد، أن يجعلاه يتراجع عن إقامة الحفلات المعهودة فى العرس، وخاصة رقصة «أحواش» الشهيرة، وعندما فشلا فى إقناع الرجل الطيّب باقتراحهما الغريب، قاما بتهديده بمقاطعة العُرس وعدم الحضور فيه، فكان ردّ صاحب العرس كالتالى: «إذا كنتم ترغبون فى مشاركتنا فرحنا فمرحباً بكم، أما إذا جئتم من أجل التنكيد علينا وتحويل فرحنا إلى مأتم فأنتم أحرار فى البقاء أو الانصراف» وفعلا انصرف الشخصان مغضبين ولم يقضيا ليلتهما فى القرية، حتى لا يشاركا «الكفار» فى إثم الفرح والاحتفال..»..

وهنا ينبغى مناقشة الأمر بشكل علمى وموضوعى وطرح علامات الاستفهام التالية:

< هل="" يمكن="" للفن="" أن="" يظل="" فى="" إطار="" ضوابط="" أخلاقية="" دينية؟="" وما="" التعريف="" الدقيق="" لتلك="">

< ولو="" خضع="" الفن="" لتلك="" المعايير،="" فهل="" يحقق="" المطلوب="" منه="" للاحتياجات="" الإنسانية="" العادية="">

< ما="" الأدلة="" والبراهين="" التى="" تدل="" على="" استحالة="" إخضاع="" الفن="" لمنظومة="" قيمية="" مطلقة="">

< ما="" المطلوب="" إزاء="" التعامل="" مع="" أهل="" النكد="" ودعاة="" الكراهية="" وأشاوس="">

[email protected]