مهما اشتد الظلام من حولك، لا تيأس ولا تفقد الأمل.. هناك نقطة ضوء فى انتظارك.. فتش فى قلبك ستجدها فى هذا الظلام الذى يغطى عينيك لكنه يخبئ لك هذا النور الذى ينتظرك، بل يسعى إليك كما تسعى إليه، ابتعد عن المحبطين، وعن اليائسين، فلهم عدوى قاتلة.. حاول أن تنصحهم ليتفاءلوا، فإن أصروا على يأسهم ففر بعيدا عنهم، لا تقترب منهم ولا تستمع لأقوالهم ولا إلى كتاباتهم، دنيانا أجمل مما نتخيل، فتأمل، وازرع فى قلبك الخير حتى مع حاسديك لأنهم يعيشون فى بؤس وسجن نسجوه حول قلوبهم وعقولهم فامنحهم طريق محبة عسى أن يسلكوها وأَشِرْ إليهم نحو باب التسامح علهم يدخلونه متصافين متفائلين.
خاتمة الكلام
لا تلتفتْ إلى الوراءْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ؛
فالشارعُ القديمُ مُطْفَأٌ،
والليلُ زيتُه الهوى،
ولحظةُ اشتهاءْ.
والحزنُ بدؤُه تذكّرٌ،
وليسَ- إنْ بدا – انتهاءْ.
هناكَ حفرة الفراغِ،
والوداعِ والبكاءْ
بها تَسَيَّدَ الفناءْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ.
مِن الظلامِ ينبتُ الضياءْ؛
فالغابةُ التى تركتَها؛
ينامُ فى طياتها العدمْ
وينشرُ الغبارُ طيْرَهُ بها
ويرقصُ الفراغُ فى جدرانها
لا تدخلِ الغاباتِ إنْ عبرتَها
فربما إذا التفتَّ للوراءْ
ستفقدُ الطريقَ داخلكْ
هناك ألفُ قصةٍ منَ الفشلْ
وألفُ شارعٍ قدْ سَدّه المللْ
مِنَ الطللْ
سيُولَدُ الأملْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ
لم تُقْسَمِ العيْنان للأمامِ والوراءْ
والشارعُ القديمُ مغلقٌ
والبئرُ لم تزلْ مهجورةً
والأمسُ نائمٌ
فإنْ صحا سيُشْعلُ الحريقْ
وتفقدُ الطريقْ
والجنُّ تعزفُ الفراغَ فى المساءْ
والليلُ بَدؤه الغروبُ،
والوداع مُبتدا الألمْ
لا تبتئسْ
وارمِ البذورَ فى الحجرْ
سيسقطُ المطرْ
وينبتُ الشجرْ
غدٌ يجىء فى سحابةٍ
سوداءْ
لكنَّ مِن ظلامهِ
سيبزغُ الضياءْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ
فالنهرُ لا يعودُ للوراءْ....