عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

قبل أن يركب الطائرة، متوجها إلى العاصمة البولندية وارسو، أعلن الإرهابى نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى تلاحقه المحاكم بتهم فساد هو وابنه وزوجته، عن خطة لبناء مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية تستوعب مليون مستوطن، وبهذا الإعلان  يتودد نتنياهو إلى اليمين الإسرائيلى  الذى يضم أحزابا دينية شديدة التطرف، فى سياق خططه لتحسين صورته وهو مقبل على خوض انتخابات مبكرة، تم إجباره على تحديد موعدها فى إبريل القادم. وتأتى حملة العلاقات العامة التى يقوم بها بزيارة عدد من الدول الخليجية، فى نفس السياق، لكى يبشر ناخبيه أن التطبيع مع الدول العربية يجرى على قدم وساق، وأنه يتم دون أن يقدم الجانب الإسرائيلى أية تنازلات.

وليس مؤتمر وارسو الذى عُقد تحت عنوان: «دعم مستقبل سلام وأمن الشرق الأوسط»، سوى منصة لإدارة العلاقات العامة لصالح بطل أوحد هو نتنياهو. فالمؤتمر شارك فيه سبعون دولة بينها عشر دول عربية بينها مصر التى شاركت بنائب لوزير الخارجية، وقاطعته السلطة الوطنية الفلسطينية وروسيا وممثلة الاتحاد الأوروبى، وحضره رعاة المؤتمر وزير خارحية بولندا، ونظيره الأمريكى مايك بومبيو ونائب ترامب مايك بنس، ومهندس ما يسمى بصفقة القرن، صهر الرئيس الأمريكى جاريد كوشنر. وفيما يبدو إن الصفقة يجرى تنفيذها على أرض الواقع فعليا، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ووقف الدعم الأمريكى للسلطة الوطنية الفلسطينية، وممارسة الضغط المالى على منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بتوقف الدعم المالى عنها بهدف إغلاقها نهائيا، ليصبح التفاوض فى نهاية المطاف، بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى هو كما حدده نتنياهو، التوصل لما هو أقل من دولة للفلسطينيين، وأكثر من حكم محلى، بعد أن تشطب قضايا القدس وعودة اللاجئين والاستيطان من جدول التفاوض. وبتلك الإجراءات التى ترمى إلى فرض الأمر الواقع، فإن الإدارة الأمريكية، كما كشف جاريد كوشنر، سوف تعلن خطة «صفقة القرن» بعد انتهاء الانتخابات العامة الإسرائيلية، فى إبريل القادم، والأغلب الأعم أنها ستطرح لطلب التوقيع عليها، وليس لمناقشتها!
ولم يكن من قبيل الصدف أن يظهر نتنياهو فى الصور التى تم بثها لمؤتمر وارسو متوسطا بومبيو بوجه ضاحك يفيض تيها وغطرسة. فالمعنى المراد إيصاله للمشاركين فى المؤتمر، وللناخبين فى إسرائيل، أن الإدارة الأمريكية تدعمه، بل هى فى الواقع المتحدث الرسمى باسمه، أما أهداف المؤتمر فهى معروفة سلفا حتى من فبل انعقاده، وتتمثل فى السعى لإقامة تحالف عربى يضم إسرائيل برعاية أمريكية، لمواجهة إيران، على اعتبار أنها - كما يزعمون - الخطر الأوحد فى المنطقة، فضلا عن حشد الدعم الدولى والعربى حول الرؤية الأمريكية - الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية. وليس أدل على ذلك من المبالغات التى احاطت بحفل العشاء الذى ضم على مائدة واحدة نتنياهو ووزراء خارجية عربا، ووصف نتنياهو الحفل بأنه يشكل منعطفا تاريخيا فى العلاقات بين دول المنطقة، بعد أن اعتبر مؤتمر وارسو يقود إلى «وحدة الموقف» بين الدول العربية وإسرائيل، لمواجهة إيران بطبيعة الحال!
يعزز موقف نتنياهو فى الانتخابات القادمة أيضا، استمرار الانقسام الفلسطينى، الذى عبر عن نفسه مجددا فى فشل اجتماع الفصائل الفلسطينية فى موسكو، ورفض حركتى الجهاد وحماس التوقيع على البيان الختامى للاجتماع الذى استضافته الحكومة الروسية، وعرقلة حماس لكل جهد يبذل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. لكن هذا الواقع السوداوى ينبغى ألا يكون مبررا لركض الدول العربية  نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فلن يتحقق أى نوع من الاستقرار فى المنطقة، ما لم يتم التوصل لحل عادل يمنح الشعب الفلسطينى حقه فى اقامة دولة على حدود يونية 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يفضى إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طبقا للقاعدة التى وضعتها مبادرة السلام العربية، والتى تقوم على مبادلة الأرض العربية المحتلة بالسلام، فلا تضيعوا سلاح المقاطعة الذى لم يعد للعرب سلاح سواه، بعد أن صمتت المدافع، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين!