رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

رحل عن دنيانا يوم الأربعاء الماضى، العقيد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بعد 5 سنوات من الإصابة بطلق نارى فى الوجه، عقب الخطاب الأخير الذى ألقاه المعزول محمد مرسى بتاريخ 2 يوليو عام 2013، ما أدى إلى إصابة «النعمانى» بفقدان البصر.. ولعل من بين أجمل عباراته فى الفترة الأخيرة «عظيم أن ترى بعين مصر وتموت من أجلها».

فى وصفه للحدث والمواجهة مع إخوان الشر، قال «الساطع» أنا كنت أؤدى واجبى مثل أى ضابط وفرد شرطة، مهمتى كانت حماية الأمن، ونزلت الخدمة بدون سلاح، وما كانشى فى دماغى لا إخوان ولا غير إخوان، أنا أطبق قانونًا على الجميع بلا تفرقة، حاولت الفصل بين الإخوان وأهالى بين السرايات، وصعدت أعلى كوبرى ثروت، لمنع تفاقم الأحداث.. ويضيف: «تلقيت رصاصة فى رأسى دمرت العين اليسرى وعظام وجهى فى الأحداث، ولا يهمنى ما حدث لى، رغم مرارته، فكل عمرى فداء الوطن والشعب».

الملحمة كاملة تم تقديمها باحتراف برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور، بشكل وطنى نبيل أعتبره المثل الطيب للإعلام الداعم لمشاعر التقدير والعرفان لرسالة أبطالنا البواسل (جيش وشرطة).. كل التفاصيل لرحلة معاناة البطل فى مستشفيات مصر والخارج.. كيف عاش غيبوبة استمرت أكثر من 60 يوماً.. وعن تواصل كل الجهات المعنية بأمر متابعة تلك الرحلة القاسية على مدى سنوات، وإشارة لتكريمه الرائع من رئيس الجمهورية، وحتى إصدار القرار الرائع من قبل سيادته بإطلاق اسم الشهيد على ذات موقع حدوث تلك المواجهة بدلاً من ميدان النهضة (و«النهضة» بالمصادفة هو المسمى الذى أطلقه شياطين الإخوان على المشروع «الفنكوشى» الوهمى عند وصولهم لكراسى الحكم كمشروع تنموى يمثل جماعة المرشد).. ولعل أطيب ما فى تفاصيل تلك الملحمة أن يرى البطل ويتابع بنفسه رد فعل قيامه بتلك البطولة من تكريمات واحتفاليات وطنية طيبة قبل استشهاده.

وعبر «90 دقيقة» طالب الإعلامى د. محمد الباز مقدم البرنامج بضرورة توثيق شهادات أبطال تلك المواجهات البطولية الدامية لتقدم الدليل الدامغ على مدى بشاعة تلك الجماعات الإرهابية التى تملأ الدنيا ضجيجاً زائفاً أنها كانت بصدد تنظيم احتجاجات سلمية!

ويبقى لى أن أسأل: أين مجلس حقوق الإنسان، والمجلس القومى لمناهضة الإرهاب، والهيئة العامة للاستعلامات، وغرف الإعلام والصحافة الحكومية، ومراكز الأبحاث المعنية بمعالجات قضايا الإرهاب.. لماذا لا نرى فعاليات وطنية محلية وإقليمية وعالمية (بشكل فردى أو جماعى) لعرض مثل تلك البطولات والتضحيات العظيمة التى قدمها شعبنا العظيم عبر كل سنوات المواجهة التى قد تعود إلى ما يقارب القرن من الزمان منذ وجدت بذرة الفكرة الشريرة على أرض المحروسة لإنشاء جماعة تدعى أن دورها دعوى بمسوح الدين لتصنع على مدى كل تلك الحقب جرائمها التاريخية الخسيسة؟!

[email protected]