عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن هناك حالة إجماع الآن على كون الأغنية المصرية تعيش مرحلة أزمة.. وإذا عدنا إلى عهد ليس ببعيد منذ ثلاثين أو أربعين عاماً.. نجد أن الأغنية الواحدة كانت تحتاج إلى معايشة كاملة بين المؤلف والملحن والمطرب لفترة تمتد إلى شهور طويلة.. لهذا كانت تأتى «الطبخة» ناضجة ولذيذة المذاق ومشبعة فى نفس الوقت، وكمان أغانينا الحالية المتراجعة نراها كمان متراجعة عن الوجود فى الساحة الوطنية!!

الآن، ونحن نعيش حالة حرب مع قوى الإرهاب الرذيلة، لا توجد حالة احتشاد لاستخدام كل قوانا الناعمة، ولولا جهود إدارة الشئون المعنوية، وإنتاجها مجموعة من الأفلام والأغانى والمطبوعات، لكان الأمر مخزيًا بعد اختفاء الكبار والصغار من مبدعينا فى ساحة العطاء الوطني.. عاملين نفسهم من بنها .. لا حس ولا شعور بأى تعاطف مع أولادنا الأبطال على خطوط المواجهة الباسلة مع أبشع عدو.. تضحيات هائلة وأثمان فادحة وفى المقابل حالة بلادة وعدم إحساس غريبة بهموم البيت المصرى والوطن الذى يواجه عصابة قذرة يتم توجيهها وتمويلها من الداخل والخارج.. قوات مسلحة وشرطة فى حالة جاهزية دائمة على مدى الليل والنهار، وفى المقابل إعلام بكل آلياته ووسائطه، حكومى وخاص، شعبوى ونظامى.. ومعاهم  أهل الدراما والغنوة والمزيكا والفنون التشكيلية.. الغالبية للأسف يعيشون حالة انفصال وتوهان غاية فى الغرابة بعيدًا عن المشاركة الجادة للتحفيز تارة وبلسمة الجراح لتلتئم أوجاع وطن خانته عصابة ضالة!

وأعود لحال الأغنية وتراجعها المخزى، الذى قال فى وصف حالها كاتب الأغنية العظيم الراحل مرسى جميل عزيز قبل رحيله بسنوات قليلة «المفروض أن الأغنية تعالج موقفاً ما يلقى ظلاله على ما قبله وما بعده، ولكن الذى يحدث أن الأغنية أصبحت موضوع إنشاء عن الحب وفوائده، والحب ومضاره.. والمسئول عن هذا صحافتنا بالذات، فلم أر ولم أسمع حتى الآن عن كاتب واحد تخصص فى نقد الأغنية.. وهى كما قلت لك من قبل أهم فنوننا على الإطلاق»!

والسبب فى ذلك أن الملحن لا يريد أن يجهد نفسه فى تلحين كلمات مفروضة عليه.. ليتمكن من أن يسجل عشرة ألحان فى الأسبوع الواحد، وهو السبب الحقيقى لانحطاط الأغنية المصرية وتخلفها عن أغانى البلدان العربية ، مع ملاحظة أن أجر ملحن الدرجة الأولى يتراوح من 300 إلى 500 جنيه فى الأغنية الواحدة.. أما نظيره المؤلف فلا يزيد أجره على 20 جنيهاً، وهذا أمر غير مفهوم.

أخيرًا، قد يشق علينا ويصعب فعلاً أن نتخيل شاعرنا الكبير لو أطال الله عمره وشهد وسمع ما نسمع، وما يُغنى للوطن والمواطن المصرى الآن!

[email protected]