رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

الموت يذكرنى بالحياة.. ولما يأتى، بغتة، ويغيّب حبيب من الأحباب، لا أفكر فيه، ولكن فى الدنيا وفى الوقت، المؤمل، المتبقى لى فيها، ويدور فى ذهنى ألف سؤال وسؤال عن الأشياء التى يجب إنجازها، حتى ولو كانت أشياء بسيطة، ليس بالضرورة أن تكون أشياء عظيمة، فربما قضاء وقتًا أكبر مع أولادى، أو مساعدة شخص، لا ينتظر منى العون، أو إعادة كتاب لصاحبه، أو رؤية مكان عشت طفولتى فيه.. مدرسة، منزل، قبر أمى وأبى.. أذهب إلى مدرس، صار كهلًا، وكان صاحب فضل عظيم فى تعليمى،وعلى مستقبلى، وأحاول أن أقبل يديه.. فربما احساسه بقيمته فى الحياة تجعله يتقبل الموت برضى..!

وعندما سمعت نبأ موت الزميل والأخ والصديق، الكاتب الصحفي"جمال يونس"..لم أفكر فى خسارته للحياة أو عمره الذى فقده.. ولكن تساءلت هل عاش «جمال» وقتًا كافيًا مع ابنه، وهو الذى كان يقضى ساعات وراء ساعات لنقل وقائع جلسات البرلمان، وأنفق أكثر من ثلاثين عامًا من عمره، فى عمله فى «الوفد».. ايمانًا وقناعة بدوره الصحفى، وبادراك،وطنى، بأهمية كشف الحقائق والمعلومات كاملة، أمام المواطنين.. وإن ما قدمه «جمال» من عمره وفى عمله، سيكون كافيًا ليتقبله الله تعالى بمشيئته، فى جنات نعيم.. ولكن هل عاش مثلها مع والديه أو أسرته؟!

 كان « جمال يونس» شخصية محترمة، ووجوده فى البرلمان، كل هذه السنوات جعله، مهمومًا بهموم البسطاء، وبمطالب الصحفيين والعاملين بجريدة الوفد، ومدافعًا عن حقوقهم.. لأنه تعامل مع جيل محترم من كبار السياسيين من أمثال المستشار ممتاز نصار، والنائب علوى حافظ، وفتحى رضوان.. وعشرات غيرهم. فكان مثلهم صادقًا، وأمينا.ً. ولكن هل وجد وقتًا ليلعب مع أولاده، أو ليضحك مع أصدقائه..؟!

لا تخافوا الموت ولكن خافوا من الحياة.. الموت مثل النوم، الذى يخلصنا من كل الأعباء والهموم والالتزامات اليومية، والاستمتاع بالأحلام والراحة من عناء يوم شاق.. بينما الحياة هى المعاناة، والمجهول الذى لا نعلم ماذا ينتظرنا بداخله، ولا نريد أن نترك من أجله السرير والنوم الهادئ، حتى لو كان على الأرض تحت شجرة، لنذهب إلى تفاصيل مملة تجلدنا بسوط من المطالب لا تنتهى ولا ترحمنا، لذلك نتحرك فى تثاقل وتكاسل،الى حياة نعلم مدى قسوة آلامها،وتنصب لنا فى اليوم الواحد مائة فخ، ونجهل مفاجآتها المفجعة.. مثل نبأ رحيل

« جمال يونس»..!

[email protected]