رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى الزمن الذى كان فيه الاتحاد السوفيتى، قوة عظمى، وفى زمن زعمائه العظماء أيضًا، مثل نيكيتا خروتشوف، وليونيد بريجينيف، وحتى يورى أندروبوف، كان كل المطلوب من مصر، أن تكون فقط عضوًا فى المعسكر الشرقى، وذلك عندما كان العالم منقسمًا إلى معسكرين شرقى يقوده الاتحاد السوفيتى، وغربى تقوده أمريكا، وذلك خلال الحرب الباردة، بين المعسكرين، التى امتدت من سنة 1945 وانتهت سنة 1991 عندما تفكك الاتحاد السوفيتى بطريقة مأساوية!

واعتبر، وقتها، الاتحاد السوفيتى، أن انضمام مصر، فى الخمسينيات والستينيات للمعسكر الشرقى، كدولة محورية، فى المنطقة، باعتبارها أكبر وأقدم دولة، من أعظم مكاسبه، فى مواجهة المعسكر الغربى، ومن أجل ذلك أنفق السوفييت مليارات الدولارات، وبلا حساب على خطط التنمية الاقتصادية فى مصر، لبناء قلاع صناعات الحديد والألمونيوم، والسد العالى، وكذلك على الجيش المصرى، تسليحًا وتدريبًا، بعد حرب 67، وخلال حرب الاستنزاف، حتى أن انتصار أكتوبر كان بالسلاح الروسى، وكان نتاج هذا التعاون العسكرى السخى من السوفييت!

وفى زمن المصارع السابق، فلاديمير بوتين، والرئيس الحالى لما تبقى من الاتحاد السوفيتى، وقعت مصر مع روسيا صفقات اقتصادية ضخمة فى مجالات الطاقة بالاتفاق على إنشاء محطة الضبعة النووية بقيمة تزيد على 29 مليار دولار، وكذلك فى الصناعة والبنية التحتية، وبالطبع فى المجال العسكرى، حتى وصل التعاون المصرى الروسى إلى قمته، ولكن هذه المرة بإنفاق مصرى، غير مسبوق، فى معظمه، والذى يقدر بعشرات المليارات.. بالإضافة إلى ثمن التبعات التى يدفعها الاقتصاد المصرى، من وراء هذه العلاقة، وعدم رضا شركاء مصر التقليديين فى الغرب، وفى مقدمتهم أمريكا، عليها، خصوصًا فى ظل الوجود العسكرى الروسى فى سوريا من ناحية، والتعاون الإيرانى والتركى الروسى من ناحية أخرى.. فكان، مثلًا، هذا التعنت، من إدارة ترامب، وقبلها، إدارة أوباما، باستقطاع جزء من المعونة الأمريكية لمصر بحجج انتهاك حقوق الانسان والديمقراطية مرة، وبادعاءات اضطهاد الأقباط مرة.. غير الإخوان والإرهابيين الذين لا نعرف من يمولهم ويدفعهم إلى سيناء وفى قلب القاهرة!

ورغم كل ذلك الثمن الباهظ، الذى تدفعه مصر فى علاقتها مع روسيا.. مازالت الإدارة الروسية تلاعب مصر، اقتصاديًا، و« تلاوع » فى استئناف الطيران والسياحة.. فماذا يريد بوتين أكثر؟!

[email protected]