عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يسألنى.. أنت مصرى؟!.. فأعتدل من انحنائى، وأقولها بكل فخر ورأسى مرفوع عالياً، والكلمة تملأ فمى.. أنا مصرى. وفى كل مرة يسألنى أحد هذا السؤال أجيب عنه بنفس الحماس والشعور بالتميز وأقولها وكأننى أنطقها لأول مرة.. نعم أنا مصرى!

منذ سنوات، وكنت وقتها فى بداية العمل الصحفى، التقيت بجراح مصرى مرموق فى أوروبا، جاء إلى مصر بعد غياب عشرين عاماً، لأيام كاستشارى لإجراء جراحات دقيقة.. وفوجئت لما سألته عن أمنياته، بعد كل ما حققه من نجاحات كبيرة فى الغرب وأصبح طبيبًا مشهوراً، وثرياً، إنه يقول: «أرجع مصر.. وأشترى بيتًا فى قريتى على النيل ومقبرة.. وأعمل فى الوحدة الصحية، وأصوم رمضان وأصلى التراويح فى المسجد وأسهر مع الناس نحكى ونتسامر ونحن نشرب الشاى.. حتى موعد السحور.. وأصلى العيد». وكانت أعظم أمنياته أيضاً، أن يرجع، ويضحى فى العيد الكبير ويوزع لحوم الأضحية بنفسه.. ويأكل فى الصباح الفتة بقطع اللحمة الضأنى. فقلت له: يا دكتور هذه الأمنيات عادية وبسيطة ويفعلها ملايين المصريين كل يوم وفى كل موسم.. فقال هذه الأشياء هى أصعب أمنياتى التى أعجز عن تحقيقها رغم كل ما حققته من إنجازات طبية فى العالم!

هذه الأشياء العادية، هى التى يحاربها الإرهابيون، وهى التى يجهلونها، ولا يشعرون بها، وهى التى تجعل من هذا الشعب ذى طابع خاص وملامح خاصة، قلما توجد فى شعوب أخرى.. ولذلك كالشعوب العالم تتمنى أن تأتى إلى مصر، وتزورها وتشاهد حضارتها والأهرامات والمعابد والمساجد والكنائس التى قرأت عنها أو كانت جزءًا من دراستها فى المدرسة أو الجامعة!

ومثلما يقول المصرى: «ياما دقت على الراس طبول».. وسوف تدق، فهذا الحادث لن يكون الأخير، ومحاولات المتطرفين المجرمين لن تتوقف لإسقاط هذه الدولة، وقد جربوا كل شىء لتدميرها من الداخل.. الجماعات الإسلامية والإخوان والسلفيين وكذلك القاعدة وداعش كلهم حاولوا إشعال الفتنة وتقسيم هذا الشعب إلى نصفين مرة إلى مسلم وقبطى، ثم إلى شعب وشرطة، وأخيرًا إلى شعب وجيش.. ولما فشلت كل محاولات تقسيم هذا الشعب وكسر هذه الدولة صاروا يقتلون الجميع.. حتى عندما فجروا الكاتدرائية والكنائس تصوروا أن ذلك سوف يرضى المسلمين المصريين، ولكن ذلك زاد من صلابتهم وتماسكهم فى مواجهة هؤلاء العملاء ولذلك قاموا بقتل المصلين فى مسجد الروضة بالعريش انتقامًا من وقوفهم مع الدولة ضدهم، وضد كل الخونة، من القاعدة أو داعش أو الإخوان وكذلك المتأخونون!

إن الإرهابيين، لن يسكتوا عن هذه الدولة طالما هى مثار إعجاب وتقدير دول العالم، ولن يتركوا هذا الشعب الذى تحسده شعوب العالم على بلده وتاريخه وحضارته.. ولهذا لا بديل أمامنا سوى التماسك والترابط، فى مواجهة هذه الجحافل من الجهلاء الذين لا يريدون قتل المصريين، المسلمين والأقباط، فقط، بل محو هذا الشعور بالزهو لدى كل مصرى ما زال يقول.. أنا مصرى!

[email protected] com