رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

من لا يتعلم من أخطائه لن يتعلم أبداً، والمشكلة ليست فى ارتكاب الخطأ ولكن فى تكراره بنفس الشكل والكيفية.. هذا لا يحدث أبداً فى أى دولة تريد أن تتقدم.. ولكن للأسف حكوماتنا ترتكب نفس الأخطاء، بشكلها وحجمها وبكوارثها المريعة، وبخسائرها الفادحة، المادية والحضارية.. ثم تعقد اللجان لحل المشكلات المترتبة على هذه الأخطاء.. وفى النهاية لا تجد الحل الجذرى لأنه أصبح من المستحيل إعادة الشىء على ما كان عليه وتوافق صاغرة على ما يسمى بتوفيق الأوضاع وتقنين الأخطاء!!

هذا الخطأ، أو الأخطاء إذا شئنا الدقة، التى تمثلت فى ترك العشوائيات تتفشى فى مصر كلها، وعلى جانبى طريق مصر إسكندرية الصحراوى، ثم على امتداد الساحل الشمالى من إسكندرية إلى مطروح.. تتكرر الآن، وبحذافيرها، وبنفس البشاعة على الطريق الجديد، المعروف بطريق «الفوكا» الجديد الذى يربط القاهرة بمطروح، ويبلغ طوله نحو 140 كيلو مترًا، ثم تتكرر على امتداد الساحل الغربى فى منطقة راس الحكمة.. ولا نجد مسئولاً واحداً يحاول مجرد محاولة لتنفيذ القانون لإنقاذ أراضى الدولة من الاستيلاء من ناحية، أو وقف حالات النصب والاحتيال على المواطنين من ناحية أخرى!!

حالياً، ومنذ سنوات، هجمت الشركات الزراعية الوهمية مثل الجراد ووضعت اليد على جانبى طريق فوكا الجديد لتبيع الأراضى الصحراوية بدعوى الاستزراع ولكن الحقيقة فهى تسوقها على أنها أرض بناء وخصوصاً فى المنطقة التى خلف مدينة زايد، باعتبار ما سيكون فى المستقبل مثل الذى حدث على طريق إسكندرية الصحراوى.. وبنفس الكيفية هجمت شركات المقاولات على منطقة رأس الحكمة واستولت على الأراضى الساحلية من البدو مقابل إتاوات، أو من جمعيات إسكان، وهى الصيغة القانونية للنصب والاحتيال للاستيلاء على أراضى الدولة من خلال هذه الجمعيات الوهمية.. حيث تقوم هذه الشركات منذ سنوات بالترويج لبيع شاليهات فى قرى سياحية غير موجودة أصلاً على أرض الواقع ومعظمها مجرد صور وتصميمات خيالية.. والغريب لا أحد من المسئولين بداية من مجلس الوزراء ومروراً بوزراء الإسكان، والتنمية المحلية والزراعة وحتى المحافظين من الجيزة حتى مطروح.. لم يتحركوا لوقف هذه التعديات بصورة مريبة كما لو أنهم متورطون ومتواطئون مع هذه الشركات!!

والأعجب أن الرئيس عبدالفتاح السيسى استنكر فى مايو الماضى، مسألة الاستيلاء على أراضى الدولة، وطالب المسئولين بإزالة التعديات فوراً.. وكان المفترض أن يحفز استهجان الرئيس وقوف المسئولين بحزم ضد التعديات الجارية الآن على طريق الفوكا أو منطقة رأس الحكمة.. ولكن ذلك لم يحدث، ويبدو أنه لن يحدث لشىء ما مريب.. لأنه من المستحيل أن مسئولاً بدرجة وزير لا يعرف أن الحفاظ على أراض الدولة يمثل أحد دعائم الأمن القومى المصرى، وأن التعدى على الأراضى الصحراوية بشكل عشوائى يؤثر سلباً على المياه الجوفية ويقوض من فرص إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وحضارية.. فهل المطلوب من الرئيس أن يأخذ قوة بنفسه وإزالة التعديات حتى تتحرك الجهات المسئولة؟!