رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

وماذا بعد؟! 

 

لقد أعلن اللواء أبوبكر الجندى فى حضور الرئيس، أن عدد سكان البلد وصل الى ١٠٤ ملايين، وأن تسعة ملايين  ونصف المليون منهم، يعيشون فى الخارج! 

ماذا بعد؟! 

إننا لا نحصى السكان لمجرد معرفة العدد، ولا لمجرد إعلانه على أنفسنا، وعلى العالم، ولا لمجرد أن نقول إننا كنا، وإننا أصبحنا!.. وإنما نحصى لنقول على المستوى الرسمى أشياء كثيرة، أهمها أننا نزيد بمعدل غير طبيعى، وأن مواردنا المتاحة لا تكفى سد حاجة هذا العدد المتزايد، باستمرار، وإنه لابد من حل! 

وأريد قبل أن أواصل فى هذا الاتجاه، أن أقول إننى من بين المقتنعين بأن شيئاً من الحكمة فى التعامل مع مواردنا، وهى كثيرة، كفيل بأن يجعل هذا العدد الذى وصلنا إليه، يحيا حياةً آدمية محترمة فى بلده.. وإذا كنت أقول هذا الكلام من ناحيتى، بشكل نظرى، فهناك آخرون غيرى يقتنعون بالرأى نفسه، ويستطيعون تقديم الدليل العملى على أن لدينا موارد جيدة، وأنها فى حاجة فقط الى تعامل حكومى معها مختلف! 

وفى مقدمة هؤلاء الآخرين، يقف الدكتور صبرى الشبراوى، الذى حصل هذا العام على جائزة النيل، أعلى جوائز الدولة، والذى قضى سنين طويلة يدرس الطريقة الأمثل فى تنمية البشر، وفى تنمية الحجر، ويتمنى لو جاء عليه يوم يتمكن فيه من تطبيق أفكاره بين الناس! 

إنه يقدم التنمية الأولى على الثانية طبعاً، وعنده من الأفكار القابلة للتطبيق ما يجعل كلامه عن التنمية فى الحالتين، واقعاً يعيشه المصريون، ويلمس كل واحد منهم نتائجها بيديه، ويراها بعينيه! 

لديه.. مثلاً.. فكرة مكتملة الأركان عن اكتتاب الناس فى شركات القطاع العام، بحيث تتحول خلال فترة زمنية منظورة، من شركات متعثرة، أو حتى خاسرة، إلى شركات تكسب وتوزع أرباحها على مكتتبيها! 

وفى حالة كهذه سنكون، كبلد، قد كسبنا على عدة مستويات، وخصوصاً مستوى توظيف ودائع المواطنين فى البنوك، بطريقة أفضل جداً، لأن الحاصل حالياً أن البنوك تتعامل مع مئات المليارات من الودائع، بإقراضها للحكومة بفائدة أعلى من الفائدة التى يحصل عليها صاحب كل وديعة، ويصبح المكسب بالتالى من وراء الودائع فى الجزء الغالب منها، محدوداً، كما أنه مكسب يعود على البنوك وحدها، ولا يعود على البلد كله فى صورة تشغيل، أو تصنيع، أو إنتاج!

إننى أحاول التعبير عما سمعته منه مراراً، وأظن أنه قادر على أن ينفع الدولة جداً، فى هذا المجال، لو أن أحداً ممن يعنيهم الأمر فيها أنصت إليه! 

وإذا كان هو قد ابتهج بالحصول على الجائزة، فبهجته ستكون مُضاعفة مرات، يوم يشعر بأن أفكاره التى نال عليها الجائزة، تجرى فيها الحياة على الأرض!