عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيــة

حسناً، تلك الخطوة الهامة التى أقدمت عليها مجلة «المصور» بتخصيص ملف صحفى بمثابة ملحق للعدد الأخير حول دور إحدى كليات جامعة القاهرة «كلية التجارة»، وتناول كل القضايا التى تتعلق بالجوانب الأكاديمية والتاريخية والتخصصية لتلك الكلية، والتحاور مع الرموز من خريجيها وأحلامهم فى التطوير، وتصوراتهم للتعامل مع السلبيات التى تعانى منها إدارة الكلية.. إلخ، وكلها أمور هامة ينبغى التعرف عليها، وأشكر أسرة تحريرها وقسم شئون التعليم بالمجلة على الإقدام على تلك التجربة، وأدعو كل وسائل الإعلام للمشاركة فى حملات إعلامية دورية للتعريف بكليات جامعاتنا التى قد لا يعلم أهالينا وطلابنا وأولياء الأمور عنها إلا القليل، وجميعنا نتابع حالة الحيرة الشديدة لدى مواطنينا عند اختيار نوعية الدراسة أمام شبابيك مكاتب التنسيق، نظراً لقلة أو ندرة المعلومات حول كل ما يهمهم التعرف عليه.

رغم أننا نعيش زمن التفجر المعلوماتى، وإعلام السماوات المفتوحة حتى أنه لم يعد من المستغرب أن يعلم الآخرون عنا أكثر ما يمكن أن نعلمه نحن عن أنفسنا فى أحيان كثيرة، إلا أنه يبدو أن جامعاتنا قد غاب عنها ذلك التفهم وافتقدنا دورها حتى فى تمكيننا فى مجال التعرف عليها وعلى فعالياتها ودورها ومستقبل خريجيها، وهى التى كان من المفترض أن تكون قدوة متفردة فى هذا المجال على مستوى مؤسساتنا، وعلى مستوى الدولة، نظراً لوجود أقسام وكليات للإعلام والحاسب الآلى وتكنولوجيا المعلومات فى كل جامعاتنا.

ونظراً لغياب منظومة إعلامية ناجحة لتقديم جامعاتنا محلياً وعالمياً بتنا نرى التالى:

نقص هائل فى المعلومات وقصور فى الإعلام عن كليات ومعاهد الجامعات المختلفة وأقسامها المختلفة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى.. وتظهر آثار ذلك جلياً، على سبيل المثال عند ابتعاث أساتذة جامعاتنا فلا يجد الخريج المبتعث فى الخارج من يعرف عن أمر جامعته شيئاً، ولا يجد مادة إعلامية مطبوعة أو مرئية يحملها معه يستطيع بها أن يقدم جامعته (خاصة أن أجهزة العلاقات العامة والإعلام بجامعاتنا يديرها مجموعة من الموظفين التقليديين غير المؤهلين، يتصورون أن دورهم ينتهى عند استحضار كاميرات التليفزيون لمتابعة أنشطة قيادات تلك المؤسسات التعليمية)!!

تدنى الإعلام وغيابه عن المؤسسات البحثية والعلمية، رغم انتشارها الواسع بجامعاتنا حتى أن بعض جامعاتنا الكبرى وحدها تضم أكثر من 160 وحدة بحثية علمية فى كل مناحى المعرفة، وكان لغياب تلك الرسالة الإعلامية الأثر الواضح على خمول وعدم حدوث التواصل المأمول بين تلك الوحدات، وبين مستخدمى منتجها العلمى فى مواقع الإنتاج والتكنولوجيا والخدمات المختلفة وحتى فيما بينها.

غياب آلية للتوثيق الإعلامى المتواصل عن الإنجازات العلمية ورواد العلوم والآداب والفنون من أساتذة الجامعات لتقديمهم للأجيال القادمة بالشكل الذى نأمله تكريماً للرواد ولتحقيق التواصل المعرفى والعلمى والإنسانى وإعلاء قيمة القدوة لدى شبابنا (كان الأولى بجامعاتنا أن تبادر ومنذ أنشئت بها كليات للإعلام أن تقوم بإنتاج أفلام وإصدارات مطبوعة تتناول سير رواد التنوير وأصحاب الأدوار الرائدة من أساتذتها).

غياب النموذج الذى كان من الممكن أن تقدمه أقسام وكليات الإعلام كمادة إعلامية حتى أنه:

لم يصدر عنها أو تحت إشرافها جريدة أو مجلة مشرفة تقدم للمجتمع بشكل عام وللوسط الإعلامى بشكل خاص الإصدار الصحفى المتميز، باستثناء إصدارات محدودة جداً لا يرقى مستواها الصحفى حتى لمستوى قدرات الهواة من أصحاب الإصدارات التى تحفل بها أرصفة الشوارع، ويدهشنى أن إصدارات تلك المؤسسات الأكاديمية يضع أساتذتها بكل فخر توقيعاتهم على ترويساتها، وكان الأولى بهم أن يستعينوا برجال الصحافة ومؤسساتهم للتدريب والإشراف والتصويب والتوجيه.

التخلف عن وجود آلية للنشر وتولى الإصدارات العلمية لكبار الأساتذة الذى كان ينبغى أن تحتفى بإنتاجهم كلياتهم وجامعاتهم.. وكان المأمول أن نرى فى معرض القاهرة السنوى للكتاب أجنحة للجامعات تضم إصداراتها العلمية والثقافية والفكرية معدة بأحدث الوسائل التقنية، وليس بالمظهر المتواضع الذي نراه من بعض الجامعات التى تبادر بالتواجد فى ذلك المحفل الثقافى الرائع.

شكراً مجلة «المصور» وفى انتظار المزيد.

[email protected]