رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

سادت، ومازالت، منذ سنوات حالة من السنكحة بين الحكومة والمواطنين، حيث إن الحكومة تتسنكح على المواطن والمواطن يتسنكح على الحكومة.. والدولة هى الخاسر الوحيد بينهما!!

والسنكحة، ليست مجرد صفة، ولكنها مهنة تقوم بها الحكومة وكذلك المواطنون.. وهى محاولة الحصول على شيء دون وجه حق، خارج إطار القواعد والاحكام القانونية أو الأخلاقية.. فمثلا تحصيل المحليات رسم نظافة مع كل فاتورة كهرباء من كل مواطن، بينما الشوارع مليئة بالقمامة هو نوع من سنكحة الحكومة على المواطن.. ولما الموظف يحصل على مرتب شهرى لأداء عمل محدد حسب مقتضيات وظيفته ثم لا يقوم بهذا العمل ويتهرب منه وفوق ذلك يطالب بعلاوات وحوافز وارباح، فهذا نوع من سنكحة المواطن على الحكومة!!

والسنكحة لها ألف صورة وشكل وطريقة فى حياتنا.. منها ما هو مخفى فى دهاليز القوانين ودواوين الحكومة، أو بين سطور المكاتبات ووراء التأشيرات وأسفل التوقيعات، ومستتر فى التوجيهات وفى مضمون التوجّهات والتعليمات والاوامر، وفى كل اللجان المشكلة لبحث المشاكل وإيجاد الحلول وبين أوراق كل دراسة وفى إعلانات الوظائف الوهمية.. وهناك نوع من السنكحة الرسمية التى تكمن فى كل قانون يستثنى بعض الفئات أو الافراد من تطبيق بعض مواد القانون عليهم.. وهناك نوع آخر من السنكحة الشعبية وهى معلنة وظاهرة والجميع يمارسها، بدون خجل او إحراج تتمثل فى كل واسطة ومحسوبية وبين طيات كل رشوة وإكرامية أو حتى كوباية شاي!!

والسناكيح هم الذين يمارسون السنكحة على كل من يريد أن يقضى حوائجه المتعثرة فى المصالح العامة.. ولذلك تجد السناكيح موجودين فى كل وزارة ومؤسسة وشركة، وفى الشوارع وعلى النواصى، وفى كل ميدان وحارة وزقاق، وفى المقاهى التى بجوار الإدارات الحكومية والمحاكم.. وحتى المستشفيات!!

والسنكحة موجودة فى مختلف المستويات وكل الطبقات، حيث لا تقتصر السنكحة على فئة دون أخرى أو طبقة دون أخرى، ولكن تختلف فى الشكل والمضمون والقيمة من فئة لأخرى ومن طبقة لأخرى.. فلا يتساوى مثلا السايس الذى يتسنكح عليك ويطلب أجرة ركنة السيارة فى الشارع، مع الوزير الذى يطلب رشوة من الافراد لإنهاء اجراءات أراض من أملاك الدولة بملايين الجنيهات!!

والسناكيح اشكال وألوان.. منهم المتعلمون، ومنهم الأميون، ومنهم من يرتدى افخر أنواع الملابس من أشهر الماركات، ومنهم من يرتدى أبسط الملابس وأرخصها سواء كان بالبنطلون والقميص أوالجلباب.. وهناك سنكوح يقوم بتشغيل مجموعة من السناكيح، وسنكوحة امرأة تقوم بتشغيل مجموعة من السنكوحات!!

وهناك سنكحة دولية.. مثل سنكحة أمريكا عل العراق بتلفيق حكاية استحواذ صدام حسين على أسلحة دمار شامل، لتبرير غزوها وقتل وتشريد شعبها، فكانت أكبر سنكحة دولية فى تاريخ البشرية المعاصر!!

وعموما.. السنكحة والسناكيح موجودون فى كل دولة بلا استثناء.. ولكن الفرق الوحيد بين دولة واخرى فى نسبة السنكحة وعدد السناكيح، فكلما كانت نسبة السنكحة مرتفعة كانت الدولة متخلفة وبلا قيمة، وكلما زاد عدد السناكيح فى الدولة كانت الدولة فاشلة وبلا أهمية.. والسلاح الوحيد للحد من ممارسة السنكحة فى أى دولة، وتقليل عدد السناكيح فيها هو إنفاذ سيادة القانون وتطبيقه على الجميع!!