رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

هجوم برشلونة الذى أسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة نحو 90 آخرين من 24 دولة من بينهم مغاربة وجزائريون وكويتيون ومصريون وأتراك، دهساً بالسيارة ليس مجرد حادثة سيارة عادية مثل التى تحدث يومياً مئات المرات فى كل أنحاء العالم، ويروح ضحيتها عشرات المئات.. ولكنها حادثة انتقامية ارتكبها شاب عربى (24 عاماً) عامداَ متعمداً ومبيت النية لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين.. لا يعرفهم!

وتزامن مع هذه الحادثة حوادث طعن بالسكين فى فنلندا وروسيا.. وكلها ارتكبها أشخاص ضد أشخاص لا يعرفونهم.. وإذا سلمنا أن تلك الحوادث هى من طبيعة الإرهاب والإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم عادة بنذالة وخسة، حيث أعلن تنظيم الدولة الإسلامية داعش مسئوليته عن الهجوم.. ولكن تزايد وانتشار وتزامن هذه الحوادث التى استهدفت مدناً أوروبية على مدى 13 شهراً الماضية هو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب!

ويلاحظ فى هذه الحوادث أن الإرهابيين يستخدمون السيارات، وكذلك الطعن بالسكاكين، لارتكاب جرائمهم بسبب تشديد الإجراءات الأمنية فى أوروبا والتى حالت بين استخدام المتفجرات والقنابل الموقوتة فى العمليات الإرهابية، حيث يسهل على الأجهزة الالكترونية والكلاب المدربة الكشف عنها، ولذلك أصبح من المستحيل نقلها من خلال المطارات أو حتى الحصول على مكوناتها بسهولة هناك، بخلاف ما يحدث فى بلادنا التى صارت أشبه بمستودع من المتفجرات!

ويبدو كذلك أن زمن تفجير وخطف الطائرات، وتفخيخ السيارات وتفجيرها عن بُعد قد انتهى، وأن زمن الدهس بالسيارات والطعن بالسكاكين قد بدأ.. فإن هذه الحوادث المتكررة فى الطريقة والأدوات المستخدمة تكشف بعضاً من ملامح الجرائم المتوقعة من الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها من الإخوان حتى داعش خلال الفترة القادمة!

عموماً فإن حوادث الدهس والطعن تبين أن الإرهابيين فى حالة يأس شديدة، وإن قتالهم فى العراق وسوريا وليبيا، وطردهم من المدن والقرى جعلهم يستخدمون خلاياهم النائمة فى أوروبا فى عمليات انتقامية ضد المدنيين لعقاب الدول التى تشارك فى الحرب ضد الإرهاب، وأن هذه العمليات هى بمثابة إعلان الحرب على العالم كله، ما عدا بعض دول الممولة لهم مثل قطر وتركيا وإسرائيل!

وما يجب الحذر منه فى مصر هذه الأيام، وخصوصاً بعد نجاح قوات الجيش والشرطة من الحد من عمليات تنظيم داعش والإخوان فى سيناء من خلال تكثيف الضربات الاستباقية وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم فى مناطق تمركزهم داخل الأوكار والكهوف، بالإضافة إلى منعهم من التسلل عبر الحدود والأنفاق.. هو قيامهم بعمليات يائسة، باستخدام كل الوسائل المتاحة لهم، وأنه من غير المستبعد ارتكابهم جرائم انتقامية بشكل واسع ضد المدنيين مثلما يحدث فى أوروبا، وباستخدام الدهس بالسيارات كذلك.. وإذا كان الإرهابيون فى الغرب يستحلون قتل الأوروبيين باعتبارهم مشركين، فإنهم أيضاً يستحلون دماءنا فى مصر والعالم العربى باعتبارنا من الكافرين المرتدين!