رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

قلت للمرحوم الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق إن مصر تحتاج إلى عاصمة جديدة وأن ذلك يعد الحل الوحيد للمشاكل التي نعيشها في العاصمة القديمة، وأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن العاصمة الحالية ستضيق بمن فيها وما فيها  وقد تنفجرفي أي لحظة.. كان ذلك في عام 2000 وكنت وقتها محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.

كنت أحلم بعاصمة جديدة لمصر وزاد تمسكي بالحلم عندما شاهدت باريس الجديدة حيث تجلت العبقرية الفرنسية في الربط بين المدينتين.. تنقلت بينهما بكل سهولة ويسر ولم تمثل باريس الجديدة أي عبء على العاصمة.

قلت في نفسي وأنا أرى روعة التجربة أن مصر تحتاج إلى مدينة على غرار باريس الجديدة تكون امتداداً للعاصمة القديمة وتستوعب جميع الوزارات والمصالح الحكومية ويسهل الانتقال إليها من خلال طرق ومحاور مختلفة.. كانت هذه قناعتي.. أما الدكتور عاطف عبيد ـ رحمه الله- فكان على النقيض.. لم يكن متحمسا للفكرة وكان يرى أن إنشاء العاصمة هو عمل جيد ولكنه  يتطلب تمويلا ضخماً وأن الأمور تحتاج إلى مزيد من الدراسة.

وعندما جاءت حكومة الدكتور نظيف كانت الفكرة مشوشة عند الرجل وظل هو والمسئولون في حكومته مترددين في اختيار الموقع..  ففي البداية كان الاستقرار على أكتوبر لأنه كان يعيش فيها، ثم تغيرت الدفة إلى القاهرة الجديدة، ثم ظهرت فكرة أخرى غريبة وهي قسمة الوزارات بين المدينتين  بأن يكون نصف الوزارات في أكتوبر والنصف الآخر في القاهرة الجديدة.. الوحيد فيهم الذي كان مقتنعا بالفكرة كاملة وبرؤية علمية ثاقبة ومتزنة كان الدكتور سامي سعد زغلول أمين عام مجلس الوزراء في ذلك الوقت حتى أنه ذهب إلى ماليزيا لدراسة تجربتهم في إنشاء العاصمة الجديدة وقال لي بعد عودته ان التجربة الماليزية هي الأقرب والافضل للحالة المصرية.. ومرت السنوات ولم يحدث شيء.

ومنذ شهور قليلة  قلت للدكتور مصطفى مدبولي في مكتبه أمامك فرصة تاريخية..ستدخل التاريخ  إذا تحقق حلم العاصمة، وعلي الفور قال الزميل العزيز هاني المستشار الإعلامي للوزير  ودينامو وزارة الإسكان والذي كان حاضرا اللقاء.. إن شاء الله سيكتمل مشروع العاصمة وسيتحقق الحلم.

ولأنني أعرف حجم الأعباء التي يحملها وزير الإسكان والمهام التي تقوم بها وزارته التي تعد وحدها دولة بمعنى الكلمة،  فقد كتبت مقالاً منذ شهور اكدت فيه على  ضرورة الإفراج عن هشام طلعت مصطفى خاصه أن الرجل  قضى نصف العقوبة.. وقلت وقتها إذا كان هناك جدية في إنجاز هذا الحلم فإن الأمر يحتاج إلى هشام طلعت ليدخل بثقله في العاصمة الجديدة معاوناً لوزير الإسكان .. لأن الذي شيد الرحاب ومدينتي بعبقرية غير مسبوقة قادر على تشييد عاصمة جديدة لمصر.

والآن وبعد أن تحقق هذا المطلب وخرج هشام طلعت.. فهل يتحقق حلم العاصمة وتسير الأمور إلى الأفضل.. هذا ما سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله.