رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أرى أن الاحتفال بالسادس من أكتوبر هذا العام، قد حل علينا والمواطن المصرى تنتابه لأول مرة خليط من المشاعر المتباينة، بداية بمشاعر السعادة بتذكر يوم من أيام مصر المجيدة الذى شارك فيه باعتباره المواطن المصرى الذى لم يتقاعس يوماً عن تلبية نداء الوطن، وهو المواطن المصرى الأصيل على أرض المعركة الذى أبداً ما شغل باله أمر الهوية الدينية، وهما يتشاركان شرف الذود عن أرض مصر، وهكذا دائماً حال شعبنا العظيم عند الشدائد يسطر للوطن أبدع ملاحم الحب والعطاء والفداء بكل مواطنيه كتفاً بكتف.

أيضاً كان احتفالنا بالسادس من أكتوبر بعد ثورة 30 يونية 2013 الذى حقق بها شعبنا العظيم نصراً يقارب فى قيمته وأثره الوطنى والإنسانى الانتصار الأكتوبرى العظيم، بإسقاط نظام حُكم جماعة التخلف الإنسانى والحضارى التى وصلت للقصر الرئاسى بحفنة من الخونة لهم تاريخ دموى بشع، ولعلى لا أكون مبالغاً عندما قارنت قيمة تلك الثورة بانتصار أكتوبر الذى حرر سيناء، لأنه وببساطة، ولولا تلك الثورة لاكتملت أركان جريمة ضياع سيناء وما حققه انتصار أكتوبر على الأرض عبر مؤامرة شرع فعلاً الإخوان فى نسج خيوطها، ويكفى للتدليل على ذلك الرجوع إلى المشهد المؤلم الذى احتفلت فيه جماعة الخيانة الحاكمة بمناسبة السادس من أكتوبر، بحضور رئيس إخوانى وسط أهله وعشيرته، وحوله على المنصة قتلة الرئيس أنور السادات ومجموعة من السفاحين أصحاب التاريخ الإجرامى فى ارتكاب معظم العمليات الإرهابية، والأبشع أن يتحدثوا بكل ما هو رذيل وقميء فى الاحتفاء بذكرى ذلك الحدث العبقرى فى تاريخ أمتنا.

نعم، احتفل الشعب المصرى بأعياد أكتوبر والمسيحى فى القلب منه وهو سعيد بإزاحة غُمة الحكم الإخوانى، وأكاد أجزم أن أقباط مصر قد خرجوا جميعاً يوم 30 يونية وبدون استثناء وبغير توجيه من أحد داخلى أو خارجى.. خرجوا إلى ميادين الحرية، لأنهم أدركوا بعد عام من الإحباط والأيام السوداء ما يمكن أن يعانوه لو واصل هؤلاء حكم البلاد، ولذلك قبلوا التحدى ودفعوا الثمن الأعظم من قدر فاتورة تلك الثورة.. كنائس وأديرة وجمعيات وبيوت ومتاجر وورش مسيحية تُهدم وتُحرق ويسوى بعضها بالأرض.. قتل وإصابة وسحل وتهجير قسرى للأقباط، ويقف البابا تواضروس ليعلن أن كنائس مصر وأديرتها نفدى بها وطن من شر فتنة كبرى خطط لها أمراء كراهية الوطن وأشاوس صناعة التطييف عبر تاريخهم البشع، هم ومن لف لفهم.

وعليه، كان بودى أن يقرر المجتمعون بلجنة وضع الدستور بالاتفاق مع الحكومة والرئاسة، أن نستلهم درس حرب أكتوبر الأهم، بداية من خروج عبدالناصر معترفاً بمسئوليته عن الهزيمة أولاً، ثم قرار الجماهير بعودته، فيقرر الزعيم فى خطوة ثالثة بناء الجيش المصرى على أساس قواعد علمية وعصرية جديدة، فيتحقق لنا جيش عصرى بترتيب متقدم جداً عالمياً.

نعم كنت أتخيل أن نعمل لتلك الروح بعد ثورة وراءها ثورة وفق نظرية «انسف حمامك القديم»، بإصدار قرار بإلغاء الأحزاب الدينية.. وإنه لا لعمم بيضاء أو سوداء فى محافل العمل السياسى.. لا لوجود الكنيسة والأزهر فى لجان سياسية.. وضع قانون جديد فعال لإنشاء الجمعيات الأهلية.

يحكى الدكتور «مكارى أرمانيوس» الكاتب المعروف عن وجود العديد من الأبطال الأقباط فى حرب أكتوبر، موضحاً أنه قام بالكتابة عن (40) شخصية منهم تولوا مناصب حساسة جداً ودقيقة فى الجيش المصرى آنذاك.

إن الدولة الحديثة هى دولة المواطنة والمواطنين، وليست دولة الطوائف أو الطائفيين، وليست دولة الأديان، لذلك حينما قام «محمد على» بتأسيس الدولة الحديثة بـ «مصر» لم يهتم من أى طائفة أو ديانة يختار أعوانه، فكان منهم اليونانى والشركسى والفرنسى والقبطى والمسلم، واستمر تعزيز هذه الفكرة مع الدولة الحديثة أيام الخديو «إسماعيل»، حتى إن أول رئيس وزراء فى «مصر» كان «نوبار باشا» وهو مسيحى.

[email protected]