عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم.. رصاص

بائع السمك للمدرس: «يعنى بدفعلكوا 30 صاغ عشان تبوظوا عقل الواد، وتقولولوا الأرض تلفوا حول نفسها». المدرس: «يا معلم اسمها الأرض تدور حول نفسها، وهو ما يؤدى إلى تعاقب الليل والنهار». بائع السمك للمدرس: «يا راجل يا هزؤ، عايز تفهمنى أنى ابقى دلوقت جوا محلى فى باب الشعرية، وبعد شوية ألاقينى فى روض الفرج!!».. لا أعرف لماذا يأتى بخاطرى مشهد فؤاد المهندس مع المعلم سطوحى فى مسرحية «السكرتير الفنى»، كلما فوجئت بخبر صادم من أخبار التعليم «الترللى» الذى تديره حكومات الحزب الواحد طوال 50 عاما مضت، قضت فيه على كيان المعلم، وهيبته، ليختفى توقير وتعظيم المعلم الذى أنشد فيه أمير الشعراء أحمد شوقى «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، ليتبدل بعد ذلك إلى إهانة المعلم، وانحداره فى وضع اجتماعى لا يرتقى لوضع موظف أرشيف لا يستطيع ان يفى بمتطلبات الحياة الكريمة لأسرته، وبدلا من تقبيل يده، صوره الإعلام على أنه «أبوالعلمين حمودة» الذى يجمع النقوط لزوجته المطربة فى الكباريهات!!

وعلشان تستيقظ وتركز وتصحى، لا بد أن أصدمك، بأن معاش العالم المصرى أحمد زويل رحمه الله عضو نقابة العلميين المصريين، هو 150 جنيهاً، ومعاش المعلم المصرى الذى يأخذ راتبا شهريا 2000 جنيه هو 600 جنيه مصرى، أى والله معاش العالم 150 جنيهاً، ومعاش المعلم 600 جنيه، ونرجع نقول البحث العلمى والتعليم، وميزانيات بالملايين تدخل كروش الكبار والمحظوظين، من لجان الجودة، والكنترولات، والمعلم يكاد يتسول ليحصل على راتب يستحقه، أو علاوة متأخرة، ويستقطع من راتبه شهريا، ولا يحق له أن يشكو فالشكوى لغير الله مذلة!!

وبعيدا عن العشوائية التى أصابت التعليم، وجعلت كبار مسئولى التعليم لا ينظرون إلا أسفل أقدامهم، دون التفكير فى نهضة تعليمية أو حتى وضع استراتيجية كبرى لتحقيقها، نجد مأساة متكررة كل عام تشترك فيها وزارة المالية بصفة أساسية مع وزارة التربية والتعليم، وهيئة الأبنية التعليمية التى لا يحلو لها استلام المدارس لصيانتها أو ترميمها، أو حتى هدمها إلا فى بداية العام الدراسى، فيتم نقل التلاميذ وتشريدهم فى مدارس أخرى، وجمعيات خيرية، وتنهار المنظومة كلها بسبب العشوائية، وعدم التخطيط، ولا يهمهم لا طالب ولا مدرس، ولا وطن!!

إن الوطن الذى يريد أن ينهض، لن يرتقى إلا بتوفير الحياة الكريمة للمعلم، ووضع استراتيجية تعليمية كبرى، يشرف عليها السيد الرئيس بنفسه، وقد استبشرت خيرًا بعد زيارة الرئيس لليابان، وما زلت مستبشرا، لأننى أعلم جيداً أن القوات المسلحة المصرية لم تنجح، وتكون المنظومة الوحيدة المستقرة والمنضبطة فى الدولة، إلا بالتعليم والتدريب، اللذين يعتبران من الأعمدة الرئيسية للاستراتيجية العسكرية المصرية، فالضابط المصرى يخوض منذ دخوله الكليات العسكرية، برنامجًا تعليميًا على أعلى المستويات التعليمية، والتدريبية، بخلاف البعثات التعليمية لكل أكاديميات التعليم العسكرى بالخارج، للحصول على الخبرات، وحتى الجندى يتعلم فى الجيش كل فنون التدريب، والتعليم على كافة أنواع الأسلحة والمركبات، فلا بديل لارتقاء هذا الوطن، إلا بإنقاذ التعليم، والارتقاء بالمعلم ليكون أفضل وضعا، ومرتبا، وحياة كريمة من أى فئة بالدولة، ووضع استراتيجية تعليمية وتدريبية تنهض بمصر على أن يكون البحث العلمى والارتقاء بالعلماء بالتوازى مع معركة نهضة التعليم، وأن يكون الإعلام المصرى شريكا أساسيا، لنعود لتقبيل يد المدرس، والشيخ، كما كان آباؤنا وأجدادنا يفعلون، بعد أن تعمد إعلامنا تصويرهما على أنهما المدرس الذى يبيع كرامته، ويقوم بـ«تقميع» البامية من أجل درس خصوصى، والشيخ «فتة» الذى يجرى وراء «دكر بط» أو «كوز درة»!!