رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى حديث للمؤرخ الرائع توينبى عن قصة سد مأرب ذلك السد الذى أقيم فى اليمن ليتجمع الماء أمامه، فيستعين به الناس عند الحاجة، هذا السد قد اكتسحته المياه فغرقت الأرض ومن عليها، فتفرقت القبائل اليمنية فى أنحاء شبه الجزيرة العربية.. ويقول توينبى إن الذين يقيمون السدود يحتاطون لها حتى لا تنهار، فتكون هناك فتحات لتخفيف الضغط على جدران السد.. لأن الماء أمام السد يحاول أن يكون فى مستوى سطح الماء وراءه.. فهناك دائماً مستويات وراء السد وأمامه.. وهناك ضغط مستمر فى كل الاتجاهات، فالماء يريد أن يهدم السد، والسد يريد أن يوقف الماء حتى لا يغرق الذين صنعوه هذا فى السدود الهندسية، أما «السد المعنوى» فهو أن الشعوب إذا لم يكن لديها سد فإنها تخلقه، وإذا لم تخلقه فإنها تتوهمه..

نعم، أتصور أن شباب أى أمة متحضرة يمثلون ذلك السد المعنوى الذى يجب أن يكون منيعاً جاهزاً قوياً حامياً مسلحاً بكل الآليات الداعمة للمعرفة والثقافة والعلوم والفنون لتشكيل العديد من السواتر الواقية ضد قوى الشر والتخلف ورفض الأخذ بأسباب التقدم..

فى مقابلة لكاتب السطور مع الدكتورة فينيس كامل جودة وزيرة الدولة للبحث العلمى إبان الزمن المباركى، أعربت عن أملها فور توليها عملها فى التعاون مع المراكز البحثية بجامعاتنا، وأعلنت عن تبرع الوزارة بأجهزة علمية معاونة لشباب الجامعات لدعم البرامج التدريبية العلمية والبحثية لنوادى العلوم بها، ولم تتقدم جامعة للاستفادة بها، ولم يتعاون مع الوزارة أحد!!

واليوم، يصرخ باحث كبير فى مجال البحوث الزراعية فهل من المعقول فى الوقت الذى تُعلن فيه الدولة والرئيس عن مشروع زراعة مليون ونصف فدان أن يتم تقليص الميزانية المخصصة للبحوث الزراعية من 70 مليون جنيه إلى 3 مليون جنيه فقط ؟!!!!

بالأمس، رحل عن عالمنا الدكتور العالم المصرى العالمى أحمد زويل صاحب «نوبل»، وهو المصرى الوطنى النبيل الذى ظل يفاخر بمصريته وحضارة بلاده منذ وطأت قدمه بلاد العم سام، وحتى أكد عليها بكل اعتزاز من منصة «نوبل» السويسرية العالمية، ووصولاً إلى تركه وصية أن يوارى جثمانه التراب المصرى...

لما عدى زويل علينا طلب وألح العمل بإيقاع متسارع لبناء قاعدة علمية، فعشنا حالة تداع لكل نظم التعليم والعلوم، حتى صار الالتحاق والإقبال على الدراسة بكليات العلوم فى حالة تراجع مخيفة!!

لما عدى زويل علينا قال لنا «لا يمكن أن يبدع الخائفون»، ولا همنا ولا اعتبرنا وخفنا نطور المناهج، وخفنا نخرج الأجهزة وأدوات المعامل من المخازن، ونخرجها ازاى وهى عهدة يا سيد؟!!

لما عدى زويل علينا قال لنا «التفوق فى مجال العلم والتكنولوجيا يعزز شعور الفخر بالوطن»، لكن إحنا اكتفينا بالفخر بالحضارة المصرية القديمة»!!

لما عدى زويل علينا قال لنا وأنت فى طريقك لمطار اليابان سوف تجد لوحة إعلانية مدونا عليها عبارة «فكر لتبدع» أما وأنت فى طريقك لمطار القاهرة سوف تجد لوحة إعلانية مكتوب عليها «تايجر قرمش وسيطر» وعلى الناحية الأخرى «استرجل واشرب بريل»... ما رأيكم دام فضلكم؟!!

لما عدى زويل علينا قال لنا الجميل فى أمريكا وهو ما جعلها تتقدم على العالم علميا، أن الخيال لا يقتل وليست له حدود وكل المؤسسات تشجعه، والعالم الحقيقى المحب لعلمه لابد أن يحلم، وإذا لم يتخيل العالم ويحلم، سيفعل ما فعله السابقون ولن يضيف شيئًا. فكان ردنا على طريقة «حلمك يا شيخ زويل»!!

[email protected]