ع الطاير
الخفافيش عمياء لا تبصر أبداً وتعتمد على إصدار صراخ عالى التردد جداً لا نسمعه نحن البشر وتنشط فى الظلام وتتميز بقدره فائقة على التعرف على الطّرق والدروب وتحديد مواقع الأشياء فى اللَّيل بكفاءة وتتغذّى على الدم وتخشى النور وتسعى دائماً إلى إراقة الدماء هكذا هم بعض البشر لا يعيشون إلا فى الظلام ويعتمدون على أصواتهم العالية معتقدين أنهم بذلك يضفون على أنفسهم نوعاً من الضخامة والأهمية وهذا النوع من البشر يتواجد بكثرة فى جميع قطاعات الدولة ولكنه ينمو وينتشر ويتكاثر داخل قطاع الاتصالات خاصة فى الفترة الأخيرة مع طرح فكرة رخصة الفور جى أو الجيل الرابع ودخول الشركة المصرية للاتصالات مجال المحمول وهو الحلم الذى طال انتظاره سواء للعاملين بالشركة أو جموع المصريين الذين يسعون إلى وجود مشغل وطنى ينافس شركات المحمول الأجنبية إلا أنه بمجرد المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات عن طرح الرخص وبدا المشاورات مع الشركات الأربع ظهرت الخفافيش التى تسعى إلى إظلام المسرح تماماً وضرب كرسى فى الكلوب على طريقة العصابات بهدف إفشال وإجهاض الحلم وعودة التخبط إلى القطاع ليمسك كل طرف بتلابيب الآخر وتراق الدماء ويتغذى الخفافيش وفى كل الأحوال يلجأ هؤلاء إلى ترويج شائعات وأكاذيب مضللة وضرب كل الأطراف ببعضها لإشغال الوزير والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بإطفاء الحرائق المشتعلة ومحاولة إزالة سحابة الدخان المنبعث من الحرائق ولا يجد الوزير وقتاً ولا جهداً ولا أملاً فى إصلاح القطاع وتنفيذ الرؤية الاستراتيجية وتحويل مصر كلها إلى مجتمع رقمى اسمارت يعتمد على تقديم الخدمات للمواطن إلكترونياً فى جميع المجالات، وأيضاً بهدف تعطيل مسيرة إنشاء المناطق التكنولوجية ونشرها فى كل الأقاليم لتحقيق عدالة التنمية المستدامة، وكذلك القضاء على أى أمل فى تطوير خدمات الإنترنت فى مصر والوصول بها إلى المستويات العالمية. والغريب فى هذه الأمور أن الوزير يرى بوضوح هذه الخفافيش ويدرك أبعاد المخطط الغبى الذى تسعى إليه هذه الكائنات، ولكنه يرى أن المضى قدماً فى تنفيذ وتحقيق الاستراتيجية التى وضعها لنمو القطاع هو أبلغ رد لأن الوضوح والحقائق والشفافية والنور كفيل بقتل هذه الخفافيش.