نهار الديمقراطية وليل الفساد

أوضح تقرير التنافسية العالمية لعام «2013 -2014» وفق ما تم نشره فى كل وسائل الإعلام، الذى يصدره المنتدى الاقتصادى العالمى سنويًا حول أهمية الابتكار وقوة البيئات المؤسسية، أن مصر حلت فى المرتبة الأخيرة بين الدول فى جودة التعليم الأساسى، كما أوضح تراجع ترتيب الاقتصاد المحلى 11 مركزًا، ليحتل المركز 118 فى التقرير مقابل المركز 94 فى تقرير «2011-2012».. وجاء ترتيب المؤسسات المصرية عالمياً فى المركز 117 مقابل المركز 98 بالنسبة للبنية التحتية، والمركز 140 لبيئة الاقتصاد الكلى، والمركز 100 بالنسبة للصحة والتعليم الأساسى. وعلى مؤشر دفع الكفاءة جاءت مصر فى المركز 109، بينما فى المركز 118 للتعليم العالى والتدريب، و119 لجودة البضائع والسلع، و146 لكفاءة سوق العمل، و119 لتنمية سوق المال، و100 للاستعداد التكنولوجى، والمركز 29 بالنسبة لحجم السوق. ورصد التقرير حجم الناتج المحلى بـ256. 7 مليار دولار، فيما بلغ نصيب الفرد سنوياً منه 3112 دولاراً. ويساهم الاقتصاد المحلى بنسبة 0. 65% فى الاقتصاد العالمى. وأرجع التقرير تراجع الاقتصاد المحلى إلى التأثر سلباً بفترة التحول السياسى، والانفلات الأمنى والخلافات السياسية، التى تقوض تنافسية الاقتصاد، وقدرته على النمو.

لا شك، أن الأرقام ودلالاتها لا تثير فقط الاهتمام، بل الرعب والدهشة، والغريب والمذهل رد فعل الحكومة الغائبة والمغيبة بمزاجها لا أعلم، ولكننا لا نرى خطوات جادة فى مواجهة الفساد ودفع الجهات الرقابية العتيدة بمنحها مزيداً من الصلاحيات لبتر خلايا وشبكات المفسدين الرهيبة.

الفساد لن يقاوم بإعلانات تليفزيونية بمواعظ ساذجة، أو بتقارير يكتبها الجهاز المركزى للمحاسبات ويرسلها للوزارات وترد عليها المصالح الحكومية، ورايحة جاية مكاتبات وحوارات تنتهى بحفظ الأوراق فى دواليب الإهمال والنسيان!!

لا شك أن فتح النوافذ ليدخل منها رياح الديمقراطية حتى يتنفس الناس هواءً متجدداً أمر يبعث على الأمل لو تحقق فى أن تتقلص مساحات العفونة وتختفى بالتدريج الروائح الكريهة التى باتت تزكم الأنوف وتمنع عن الناس حلم أن يحيوا فى سكينة وهدوء وسعادة، وعلى أمل تحقيق التقدم.

يا حكومتنا الرشيدة... هناك صفحة على الفيس بوك تعرض بالمستندات لجوانب من فساد قطاع المتاحف بوزارة الآثار رأيتها مصادفة ويتعجب أكثر من ألفى منتسب لها أنها لم تجد من يسمع لآهاتهم وصرخاتهم عليها حتى لمجرد التثبت من مدى مصداقيتها على الأقل.. الصفحة بمسمى «‏فساد وزارة الدولة لشئون الآثار - قطاع المتاحف».. نظرة يا وزارة ويا حكومة ويا جهات رقابية لوجه الله والوطن!!