عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبده مشتاق مات فى حادث مأساوي  ولم يعد هناك من يتوق الى  أن يكون وزيراً أو مسئولاً وحتى وقت قريب كان الناس مع شائعات التعديل أو التغيير الوزارى يطرحون عشرات الأسماء التى تصلح وأيضاً التى تنتظر بشوق ولهفة جنب التليفون فى انتظار البشرى وآه لو لعبت يازهر وفى كل تعديل وزارى كان يدخل ما يعرف باسم وزير الصدفة  والغريب أن هذا الوزير يبذل جهداً كبيراً للبقاء ويبقي  وكلنا نعرف من هؤلاء الكثير وكان منصب الوزير أملة كبيرة  ومصدر فخر واعتزاز وأبهة والحصول على لقب وزير سابق كان يفتح أبواباً لمناصب أخري ربما أكثر ربحية.

ولكن بعد 25 يناير تبدلت الأحوال وأصبح العثور على وزير أصعب من الحصول على إزازة زيت  تموين  وأصبح الهروب من المناصب سيد الموقف لأن عبده مشتاق رأي أن كل الوزراء اتحبسوا واتبهدلوا وأيضاً وهذه حقيقة لابد أن نعترف بها  نضبت أرض مصر ولم يعد المنصب مغنماً كما لم يعد هناك رجال يسعون أو يصلحون للمنصب وأصبحنا أمام ظاهرة محيرة فمن يصلح للمنصب يهرب ولا يريده أبداً ومن يسعي ومازال لديه  بقايا عبده مشتاق لا يصلح ولأن منصب الوزير فقد بريقه تماماً أيضاً ولانه لم يعد لدينا مدارس لتخريج الوزير السياسي كما كان الاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني وأمانة السياسات  والأحزاب والمحليات، من أين نأتى بالوزير إذن؟ هل من الجامعات أو متخصص من وكلاء الوزارة وزير تكنوقراط يعني لا هذا ينفع ولا ذاك وقد أثبتت تجربة التكنو قراط فشلها لأنه فى كل الأحوال نحتاج وزيراً سياسياً يعرف متى يتكلم وكيف ومتى يلف ويدور ومتى يصمت ومتى يظهر ومتى يختفي  وقد تخلت الأحزاب عن صناعة الوزراء ولم يعد لدينا من يتحمل المسئولية والكل يهرب منها  فالمسئولية تعنى  الالتزام، بمقتضاها يحاسب المرء.

والميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية  ولم نعلم شبابنا بعد ألا تنتظر  أن توهب لك القيادة  بل تدرب وتعلم كيف تتحمل المسئولية ولم نتعلم  الدرس الأكثر أهمية وهو أن المنصب لا يعطي امتيازاً أو يمنح قوة، و إنما يفرض مسئولية وإنه مع  كل حق مسئولية ولكن للاسف لا يتذكر الناس إلا حقوقهم  ومعظم الناس خائفون من المسئولية وحتى من يقبل المنصب تجده خائفاً مذعوراً عند اتخاذ قرار حاسم أو عند توقيع اى ورقة  وتجده يلجأ الى وكيل الوزارة والمستشارين  وطبعاً التخويف مستمر وشكل لجنة يا أفندم وأوعي تمضي قبل ما يوقع كل أفراد اللجنة وإذا رفضت اللجنة شكل لجنة أكبر والنتيجة ضياع الوقت والمجهود والمال ولا أمل  فى أيدٍ مرتعشة وقلوب مرتجفة  وعقول  تفضل الفرار كحل وحيد  وبالفعل على الأرض كلهم خائفون مهزومون  يؤثرون السلامة وافضل طريقة لضمان السلامة هو  ألا تفعل شيئاً لا تعمل لكي لا تخطئ يعنى نقضيها.    

وكثيراً من الذين يكررون عبارة  لا «أستطيع» لا يقولون  الحقيقة وإنما  خوفهم هو انعكاس لهزيمة داخلية للتخلص من المسئولية. 

إذن ماذا نحن فاعلون أمام مأزق الهروب الكبير من المسئوليات وأمام ندرة من يقدر فعلاً على تحمل المسئولية بنجاح؟  الله يكون فى عون الرئيس       .

 

أفكار للتأمل

الشخص الصالح لا يحتاج القوانين لتخبره كيف يتصرف بمسئولية أما الشخص الفاسد فسيجد دائماً طريقة ما للالتفاف على القوانين.  

أفلاطون 

القائد هو الرجل الذي يتحمل المسئولية ولا يقول غلب رجالي وإنما يقول غلبت أنا. 

فرويد

متى نفهم أن الرجولة  الحقيقية فى الجلد  على العمل وتحمل المسئولية والصمود فى الميدان وفداء الأوطان  وأن المجد الحقيقي ليس فى مخادع الغوانى  وانما فى المصانع والحقول والمعامل وميادين القتال.

مصطفي محمود 

[email protected]