عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

في مقالي السابق بجريدتنا الغراء «الوفد» تحت عنوان «المجلس الملى .. شكراً على تعاونكم»،أبديت دهشتي على فحوى بيان صادر عن المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس، الذي حذرت فيه اللجنة القانونية بالمجلس شركات الإنتاج السينمائى من إنتاج مسلسل عن حياة البابا شنودة الثالث دون الحصول على موافقة الكنيسة على سيناريو العمل، مؤكدا أن الكنيسة وحدها هى الأمينة على التاريخ المشرّف للبابا الراحل، ولن تتردد فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يخالف ذلك.. وتابع المجلس أن البابا شنودة وهب حياته للكنيسة منذ أكثر من ستين سنة، ووفقا للقوانين الكنسية فإن تاريخ قداسته وحياته كلها أصبحت ملكا للكنيسة، وأن البابا كان له دور محورى مهم فى تاريخ مصر والأمة العربية، فهناك من يتربص به أعداء الوطن ودعاة الفتنة.

وأعربت أيضاً عن بالغ تعجبي حول الحضور المفاجئ للمجلس الوجود .. وكان كل ما نتمناه من الدنيا أن يطل علينا رجالاته ليمارسوا حق التعقيب أو حتى الإدلاء بالرأي في قضايا تتعلق بحقوق الكنيسة المصرية، بل حتى بحق المجلس ذاته في تغيير اسمه الذي لم يعد لائقاً ورفضه الكثير من أهل الفكر والرأي، أو حتى حقوق غير الإكليروس في كنيستنا المصرية التي يتوالى حدوث النيل منها، ومجلسنا العظيم لم نسمع له رأيا أو تعليقا أو إصدار بيان بمثل هذا الحماس والتهديد بالملاحقات القانونية!!!

وعليه، أسعدني التعقيب الرائع على فحوى مقالي من جانب المفكر السياسي والفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق في أخطر مرحلة من مراحل التحول الأخيرة في تاريخنا المعاصر.. فقد أيد فكرة إنتاج المسلسل بمقاله المهم «مسلسل البابا شنودة.. لماذا لا»؟!

جاء بالمقال الأسبوعي الأخير لسيادته بجريدة «المصري اليوم».. «لقد تفضل الأستاذ مدحت بشاى ببيان رأى صائب فى مقاله المنشور بجريدة الوفد بعددها الصادر يوم السبت الموافق 4/3/2016 تحت عنوان «المجلس الملى.. شكراً على تعاونكم»، حيث استنكر الزميل العزيز على المجلس الملى رفضه إنتاج المسلسل، واستنكر عليه أيضاً توجيه كل هذه الحماسة نحو الرفض وعدم الانتباه لأمور أخرى كان من الأولى توجيه مثل تلك الحماسة إليها بما يوافق الدور الوطنى التاريخى للكنيسة المصرية فيقول سيادته: «لقد كان الأحرى بمجلسنا الموقر أن يعلن عن ترحيبه وتقديره العظيم لرغبة مبدعينا فى تناول قصة حياة وسيرة قداسة البابا شنودة الثالث»، والحقيقة، ولاعتبارات كثيرة، فإننى من المؤيدين لإنتاج مسلسل تليفزيونى على أهم القنوات الفضائية المصرية عن حياة قداسة البابا شنودة الثالث، والكل يعلم، سواء من المسلمين أو المسيحيين، مدى وثاقة العلاقة التى كانت بينى وبين قداسته حتى آخر يوم فى حياته، وقد قيل إن آخر عبارة نطق بها قداسته كانت - وأقولها بتأثر كبير - «موجهة لشخصى عندما قال لى لك محبتى».

لدى الناس في بلادي عشرات الأسئلة يوجهونها حول دور المجلس الملي.. ما طبيعة العلاقة بين المجلس ورموز الفكر التنويري والإصلاحي (وهل ننسى موقفهم من جماعة التيار العلماني وعدم تقبل فكرة الحوار معهم، ومجالسة غيرهم من أصحاب الرأي في قضايا تطوير الأداء الإداري والإعلامي الكنسي عبر الأداء النمطي التقليدي الإكليروسي - إذا صح التعبير - حتى يكون لوجوده ما يبرر له اتخاذ مثل تلك المواقف المتشددة الآن وغير المفهومة في منطلقاتها الإدارية؟!)، ولماذا لا يمثل رموز المجلس جموع الأقباط في العديد من المشاركات السياسية بجانب تمثيل أسقف عموم المسكونة والكوكب الأرضي للأقباط في مجال الأحوال الشخصية وحتى نياحة قداسة البابا شنودة الثالث في كل المحافل السياسة؟! أين دور المجلس من كل موجات المطالبة بالإصلاح الإداري عبر تاريخ الكنيسة التي ارتفعت وتيرتها في حقب ما وتراجع وجودها في حقب أخرى (ساعة تروح وساعة تيجي) ..

دعوا أهل الإبداع يدلون بأطروحاتهم الفكرية والفنية يا أعضاء مجلسنا الموقر، ولا تعيدوا للأذهان كارثة معارضة الكنيسة لعرض فيلم «بحب السيما».. مع كل تلك الأسئلة تعالوا نتحاور وافتحوا نوافذ الرأي وأبواب الكنيسة لأهل الإبداع والفكر.. للمقال بقية..

[email protected]