رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قيل إنه عام تمكين الشباب، ويسأل شبابنا «يمكنوننا من إيه بالضبط؟!».. لقد تمكنت منهم الحيرة وحالة التوهان بين الوعود التى يطلقها الساسة وأهل الحل والربط فى بلادى بينما لا تلوح فى الأفق سوى سحابات وغيوم تشى بمقدمات ضبابية... خطاب دينى إسلامى ومسيحى يذهب بشبابنا إلى منزلقات التطرف والانزواء أو العنف والتكفير، ومن ينبرى منهم للانضمام إلى قوافل الإصلاح والتنوير والتغيير والتطوير تماهياً مع دعوات الرئيس واستجابة لدعوته الرائعة يكون فى انتظاره على ناصية بداية المشوار قوافل النطاعة والاسترزاق التى تلون دعاواه بسواد مفاهيم وقراءات ملتبسة لنصوص يرونها من ثوابت الأديان بعد التطويع، واستثماراً لقوانين كتبت فى أزمنة التخلف، فيتم إطلاق الاتهامات بعرائض الوكسة التى نقرأ عبر سطورها التفتيش على أفئدة الناس وضمائرهم بغباوة عقل وغياب ضمائر مغشوشة!!

ولأننى أعيش حالة لهاث دائم للاقتراب من عقول وأفئدة شباب الوطن الموعود بالتمكين من حقوقه ويعيش بشكل دائم مع علامات استفهام لا نهائية، فإننى أرى فى صفحاتهم الفيسبوكية خير مرشد وأروع بوصلة تشير إلى انطباعاتهم اليومية، وأرى أهمية تخصيص الوزارات ومؤسسة الرئاسة لإدارات يمكن أن يطلق عليها «إدارات عموم وسائط التواصل الاجتماعى» يكون مهمتها قياس الرأى العام فى الشارع المصرى بالاستعانة بنخبة من علماء الاجتماع وعلم النفس وعلوم الإحصاء والقياس وأساتذة الإعلام.

وأستأذن القارئ الكريم لعرض جوانب من خواطر وكتابات فتاة جامعية نابهة مثقفة تعيش تلك الحالة من الاغتراب والحزن واليأس والانشغال بقراءة واقع عسير الفهم.

تقول «ساندى إدوارد»: «لا أعرف لماذا تسيطر على نفسى حالة من القلق والخوف على بلادى وتنتابنى فى أحيان كثيرة موجات من الحزن والهم عندما أرى أننا تائهون مشتتون رغم إعلاننا خريطة طريق محكمة لبلادنا للخروج بها من جحيم الهلاك والدمار الى نعيم السلام والعمار، ولماذا تسيطر على الجميع روح الجدال والتشاحن والنقاش العقيم الذى لا يفضى إلا لمزيد من التوتر والبعد عن السير فى دروب الحكمة، لماذا التصرف بعشوائية قد تصل إلى الشعبوية المترخصة فى بعض الأحيان؟.. لماذا يتحول شعبنا رويداً رويداً إلى فئات تتقاتل فى سبيل مصالحها الشخصية غير واضعين نصب أعينهم ما تعانيه البلاد من تدهور اقتصادى لم نشهده منذ زمن بعيد وكأنهم فى بلد آخر؟.. لماذا أرى فى الحكومة جموداً حركياً وفقراً فكريا وعقلاً نائماً وقلباً جامداً لا ينبض.. أرى حكومة قد أصابها العشى الليلى فى وضح النهار فأصبحت لا ترى المخالفات ولا تتحسس المشكلات ولا تستشعر الأخطار؟.. لماذا تختفى العملة الصعبة رغم اننا حفرنا قناة سويس جديدة كنا نعول عليها فى توفير احتياطى كبير من النقد الأجنبى؟.. ولماذا تتهاوى عملتنا المحلية رغم أنها أصبحت تحت غطاء شهادات استثمارية بالمليارات تدر عائداً عالياً؟.. لماذا بتنا نرى أن فى كل واحد منا قدوة يجب ان يقتدى بها الآخرون رغم أنفهم غير ناظرين فى مرآة الواقع ليتضح لنا اننا زائغو الأبصار لا نصلح أن نكون قدوة ولا حتى مقتدين؟.. لماذا أصبحنا غير متقبلين لفكرة التعلم من دروس الماضى فأصابتنا (عنجهية) الجهل فى كل أمور حياتنا وغرقنا فى بحر الأنانية وحب الذات فى وقت تعيش فيه مصر حالة حرب حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة وبكل المقاييس العسكرية بل إنها فى مداها المتسع قد فاقت فى مساحتها الجغرافية حرب أكتوبر، فجيشنا يحارب الآن على جبهات عدة فى البر والبحر والجو على طول البلاد وعرضها ونخبتنا تحارب طواحين الهواء فى الداخل والخارج؟ لماذا نخشى على مصر من خطر التقسيم ولا نضع فى بالنا خطر الزوال رغم أن مصر لا تملك أبداً مقومات التقسيم ولكنها تملك بين طيات مجتمعها مقومات الخراب السريع؟ لماذا تملك مصر آثاراً بلا سياحة ونيلا بلا زراعة وحضارة بلا تنوير وجوائز نوبل بلا تقدم وديناً بلا تدين ومن سخرية القدر نملك مدرجات لكرة القدم ولكن بلا جمهور؟... لماذا تتمايل سفينة الوطن وسط الأمواج العاتية فباتت على وشك الجنوح إلى الغرق رغم أن الله قد من علينا بربان محنك وقائد فذ وبطل لا يتسلل الخوف إلى قلبه».. وللحديث بقية حول علامات الاستفهام التى تدور فى عقول وأذهان شبابنا.. وهم شباب من البلد دى والنعمة ياهوووه!!!

[email protected]