عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

على مدى زمن برنامجه «مانشيت» لاتغادر شفاه مقدمه جابر القرموطى  «فى هذا الإطار» مرات تكون فى موقعها ومقبولة على أى حال، وعشرات المرات لا لزوم لها إلا لاستدعاء الإحساس بالملل إن لم يصل إلى حد الألم  فى بعض الأحوال على أحوال الدنيا وبلاويها إذا أضفت إليها مصطلحات يتم تكرارها دون معرفة أوان استخدامها فى أغلب الأحوال  كلمات «التعاطى» و«المزايدة»، وعلى رأى جيل العفاريت و بمصطلحاتهم «أهو هرى وخلاص»!!

لقد كانت بداية ظهور برنامج «مانشيت» رائعة عندما كان يُعده صاحب فكرته الشاب الرائع الراحل «محمد زرار» رحمه الله، فكانت حلقاته تقع فقراته فى وقت أقل كثيرًا، ومع ذلك كان نموذجًا للبرنامج الاخبارى الصحفى المهنى المحترف الذى يقدم خدمة إخبارية رائعة عبر تغطية أهم أحداث اليوم واليوم التالى من خلال خيارات واعية للصحف والمجلات المصرية والعربية والأجنبية عبر تفهم لتميز وتخصص الإصدار ومدى مصداقيته وجودة صياغته حتى يكون صالحًا للنشر فى برنامج يقترب من قطاع من المشاهدين معظمهم من أهل المهنة والرأى وأصحاب القلم، يضاف إليهم من يكونون دائرة معارفهم العامة وثقافتهم السياسية عبر وسائط الإعلام المسموعة والمرئية.

وعليه، استطاع البرنامج تحقيق نجاح هائل بما يقدمه من جرعات هائلة فى تكثيف عند العرض، وكان اختيار المقالات يتم على أساس أهمية موضوعاتها وجودة عرضها، وتنوع كاتبيها من حيث الانتماء الفكرى، والعمرى، والمكانة المهنية، و التخصص... الخ.

ولكن، للأسف لم يتم استثمار منح البرنامج مساحة زمنية أكبر، ولم يتم الاستفادة بتحقيق البرنامج النجاح الجماهيرى المحفز لتقديم المزيد من عناصر إنجاح الخدمة الإعلامية للأسف، فكان الانفلات من خطة بناء البرنامج، ورأى مقدمه أن يدخل حلبة التبارى مع الكبار اللى بيستهلوا برامجهم بمقدمات حنجورية وتقديم تحليلات سياسية متهورة تنال من حق المشاهد فى الاستفادة بعرض الصحف، ثم وخروجًا عن هوية وموضوع البرنامج افتتح مقدمه قسمًا للعمل الخيرى التطوعى النبيل!!!

أضف إلى ذلك خناقات يومية على الطريقة «العكشية» مع فريق الإعداد والإخراج لاكتشافه المفاجئ ضياع خبر ما على طاولة البرنامج، أو عدم ملاحقة الفريق لإيقاع عرضه للأخبار مع ظهورها على الشاشة!!

لقد شرفنى البرنامج بالاستضافة كثيرًا فى مراحل نجاحاته الأولى، وأظن أن « قرموطى» آخر كان معى  لالتزامه بضوابط البرنامج وخطة إعداده.

أذكر هنا ما حدث للبرنامج كمثال فقط على حالة تنافسية بين برامج المساء والسهرة استكمالًا لمقال سابق حول علاقة الإعلام بحقوق المواطنة، وكيف تراجع دوره بعد أن كان الملهم والمحفز قبل ثورة 30 يونية، بل لا أبالغ أن إسقاط حكم الإخوان كان عبر تحالف مجيد بين الإعلام بكل وسائطه والشعب والجيش، ثم بتعضيد كل مؤسسات الدولة.

 وأكرر، الوطن للمواطن ليس بالضرورة مساحة أرض وماء وهواء وسماء فقط، و نتابع فى النهاية مواطن تائه بين من لهم ذات البشرة وبملامح تتقارب فى الشبه والروح ويتحدثون لغته وتجمعهم به جنسية مشتركة... الخ.. فقد يكون الوطن عقيدة ومذهبًا ودينًا، وقد يكون الوطن هدفًا أو فكرة أو حتى حلمًا، وعليه فإن مفهوم الاغتراب لم يعد الاغتراب عن وطن وعشيرة وقوم فى كل الأحوال، فقد بتنا نطالع الاغتراب فى الوجوه والملامح لبشر قهرتهم فكرة أو لفظتهم مساحات البلادة والتخلف، أو قزمت قامتهم قوى فوقية تمارس الفرز والتمييز، أو همشت وجودهم الإنسانى البسيط طواغيت الفكر الظلامى المقيت، أو أوصدت فى سبيل إبداعاتهم ورؤاهم الإنسانية كل الأبواب، فيعيش فى النهاية خارج ذاته، ولأن ذاته كانت الوطن الأولى بالانتماء فقد عاش حالة «اللا منتمى» فى وطن يراه بلا ملامح أو خصائص فكان الاغتراب فى الزمان أو المكان وبتنا نطالع وجوه لبشر توقف بهم الزمن فتكلست ملامحهم، ولم يعد لهم حلم معايشة الواقع أو حتى الهروب إلى مستقبل افتراضى..

[email protected]