رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

في مقال هام لقداسة البابا تواضروس الثانى بمجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة، بعنوان «مع كنائس العالم» تحدث فيه حول كنائس العالم وأمر تقاربها، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعرف بأنها كنيسة رسولية محافظة تقليدية عاشت الإيمان الأرثوذكسى منذ أن دخل مارمرقس مصر. واعتبر البابا أن التواصل مع كنائس العالم رغم الخلافات العقائدية محبة للمسيح, لأن الكنائس أعضاء فى جسد المسيح الواحد, مشيرًا إلى أن الأصوات المزعجة والقلوب المتحجرة لاترى سوى ذاتها ومن ثم ترفض الحوار بين الكنائس. وقال البابا إن هناك أصواتا عاقلة بدأت تنادى بالقيم المتبادلة بين الكنائس وضرورة الحوار والتواصل والتقارب على مستويات عديدة, مشيرًا إلى أن هذا التقارب بدأ منذ سنوات حين دخلت الكنيسة القبطية فى عضوية مجلس الكنائس العالمى، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وانضمت للحوارات اللاهوتية. وأضاف البابا: يجب أن تضطلع كنيستنا صاحبة التاريخ القديم بدور مميز فى هذا الصدد، ويجب أن تمد أيديها نحو الجميع بلا تفرقة ولا تمييز وعلى أرضية المحبة للمسيحية, دون الدخول فى تفاصيل خلافات دينية وعقائدية والممارسات الطقسية، بالإضافة إلى افتقاد الكنائس القبطية فى المهجر.

ما أروعها رسالة ضمنها قداسته حروف وسطور تلك المقالة «النموذج» في تبني القيادات الروحية هذا التوجه الإنساني الداعم للترابط الاجتماعي في مرحلة يسود فيها فكر تمييزي وطائفي ومذهبي متعجرف.. رسالة تُعلي من أهمية اضطلاع المسئول الديني بدوره الإداري والوطني والمجتمعي في أزمنة الأزمات المتعلقة بوحدة الأوطان والشعوب.

ولكن, هل لنا أن نسأل أين تلك المفاهيم الطيبة الطوباوية الرائعة عندما يكون وجودها ضرورة في مجالات تطبيقات التعليم والسلوكيات الروحية والكنسية والتربوبة والأبوبة على أرض الواقع؟!.

على سبيل المثال, وخلال مؤتمر «بناء الوعي» الذي أقيم بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، و يقيمه البابا بشكل دوري بهدف التواصل المباشر مع أبناء الكنيسة من إيبارشيات مختلفة على مستوى الكرازة المرقسية، ويذاع على القنوات القبطية, قال شاب متسائل للبابا «منذ أن كنت نيافتكم أسقفا وأنت تحلم بكنيسة واحدة، ولكن لدي تساؤلا من ناحية مسألة الوحدة الكنسية، هل من الممكن استقبال المخالفين لنا في العقيدة ليعلموا ويعظوا داخل كنائسنا في سبيل الوحدة رغم أننا نصفهم بالهراطقة؟»، ورد البابا: لا يسمح لدخول الهراطقة ولكنه أكمل بضيق «لا طبعا، سؤالك معلش خبيث.. وعشان كده هاقولك اتفضل اقعد».. وهنا أسأل هل رد كنيستنا يأتي على هذا النحو لبناء الوعي؟!

مثال آخر, هل بلغ قداسة البابا الخبر التالي «رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ«اتليدم»، محافظة المنيا، الصلاة على عروسين لقيا مصرعيهما ليلة الزفاف إثر اختناقهما بالغاز داخل شقتهما. وكان عدد كبير من المشيعين للجنازة، قد توجهوا للصلاة على الفقيدين، ولم تتسع الكنيسة للجميع فتوجهوا إلى الكنيسة الأرثوذكسية، وهى المكان الوحيد الذي يسع هذه الأعداد، ولكن الآباء الكهنة المسئولين عن الكنيسة رفضوا الصلاة عليهما لأن العروسين من البروتستانت، ولا يجوز الصلاة عليهما في الكنيسة الأرثوذكسية, حسب ما قاله الكهنة، وهو ما أثار غضب الكثيرين من أهالي القرية، حتى إن عددا من أهالي القرية من المسلمين اقترحوا الصلاة بالمسجد لحل الأزمة».. ثم كان الخبر التالي «نفي القس تادرس سمعان راعي كنيسة قرية «اتليدم» بمحافظة المنيا، استقالة القس موسي، الراعي الثاني للكنيسة, إثر رفضه الصلاة على جثامين عروسين، لقيا مصرعيهما ليلة الزفاف إثر اختناقهما بالغاز داخل شقتهما، معللا ذلك بعدم مخالفته العقيدة الارثوذكسية، وأضاف في تصريح خاص «للبوابة كوبتك» أن القس موسي، الراعي الثاني للكنيسة، كان قد تلقى اتصالا هاتفيا من أهالي العروسين، مطالبين بقيام مراسيم الصلاة على جثماني العروسين، خاصة أنه تم عمل مراسيم زفافهم بالكنيسة الرسولية التابعة للكنيسة الإنجيلية. ومن جانبه قام بالاتصال بالقيادات الروحية بمطرانية المنيا لأخذ المشورة، حيث أبدت المطرانية رفضها الصلاة على الجثامين وفق العقيدة الارثوذكسية، والتي تمنع الصلاة على غير الأرثوذكسيين. وأعرب تادرس عن استيائه من الموقف خاصة أنه احدث نوعا من الانقسام بين أبناء القرية الواحدة.»... في انتظار تعليق الكاتدرائية, وأذكرهم بما جاء على لسان قداسته «يجب أن تمد الكنيسة أيديها نحو الجميع بلا تفرقة ولا تمييز وعلى أرضية المحبة للمسيحية, دون الدخول فى تفاصيل خلافات دينية وعقائدية والممارسات الطقسية»!!

[email protected]