رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فرحت فرحة فؤاد المهندس لما الماكينة طلعت قماش، بل كدت أن أطير فرحاً وأنا أستمع إلى تصريحات المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، والتى أكد خلالها أن مصر ستضىء اللمبة الحمراء إذا خرقت إثيوبيا اتفاق سد النهضة، وقلت لنفسى وأنا أضرب ساقى بالأخرى فرحاً.. أخيراً اللمبة الحمرا هتنور، وطبعاً محدش يفهم غلط، اللمبة الحمراء دى، مش هى اللمبة الحمرا إياها.. ولا هى اللمبة الحمرا بتاعة المدير لما يقفل مكتبه بالساعات وهو فى لقاء خاص، ولا هى اللمبة الحمرا، وأقصد الحمرا، مش الحمراء، اللى بتنور فى أوقات تستيف الأوراق والصفقات!!؟

المهم، فرحت جداً، وكنت أتمنى أن تضاء اللمبة الحمرا من أعوام مضت عندما شرعت إثيوبيا بمعاونة إسرائيل فى بناء سد النهضة، وتذكرت موقف الرئيس السادات رحمه الله، حينما شرعت إثيوبيا فى بناء عدد من السدود، وأرسل السادات إلى إثيوبيا أمام العالم كله تحذيراً، بأنها تخترق الاتفاقيات الدولية، وساعتها أنكرت إثيوبيا، واستطاع رجال المخابرات العامة المصرية تصوير السدود وتسليم الصور للرئيس، وبدون تردد أرسل السادات للاتحاد السوفيتى وأمريكا والأمم المتحدة، فأنكروا جميعاً وجود سدود، وبناء على اتفاقية جبهة الدفاع المشترك المبرمة مع جعفر النميرى رئيس السودان، أصدر السادات أوامره بإقلاع ٦ طائرات حربية مصرية، تم إخفاء معالمها بنظام التمويه، من قاعدة جوية بجنوب أفريقيا، وتم ضرب جميع السدود ودكها، وعندما سألوا السادات عن مصدر الضربة قال لهم: أنتوا مش قلتوا مفيش سدود!!

المشكلة الحقيقية هنا أن اللمبة الحمراء لم تضئ حتى الآن ولأنى أعلم جيداً كياسة ودهاء الرئيس السيسى، أثق تماماً أنه عندما يحين الوقت لإضاءة اللمبة الحمراء، ودون انتظار لأى خرق من جانب إثيوبيا، ستنتهى رسمياً قصة سد النهضة لصالح مصر، ولكننى هنا توقفت قليلاً، وقلت لنفسى لماذا لا نضىء اللمبة الحمراء والآن؟! وأن أطلب من الرئيس أن تضاء اللمبة الحمراء على كل بطون الفساد والإفساد داخل مصر، إننا نريد اللمبة الحمراء لكل مسئول تناسى أن المواطن هو السيد، وأنه جاء لخدمته بدلاً من سرقته وإذلاله، نريد تسليط اللمبة الحمراء على مسئولى المحليات الفاسدين من رؤساء المدن، والأحياء، والإدارات الهندسية الذين كبرت كروشهم من رشاوى البناء المخالف، وعمليات الرصف المضروبة غير المطابقة للمواصفات، ومشروعات المياه والصرف الصحى التى تتم على طريقة شيلنى واشيلك، نريد تسليط اللمبة الحمراء على الروتين القاتل فى المصالح الحكومية، ونظام فتح الأدراج لإنهاء المصالح، حتى تحولت الرشاوى الى قهوة لابد من دفعها تحت شعار هتدفع يعنى هتدفع!!

إننا نريد تسليط اللمبة الحمراء فى وجه أكبر رأس فى الحكومة والذى يسافر لإجراء فحوصات لنفسه بالخارج، لعدم ثقته فى القطاع الصحى الذى يعيش حالة مزرية، وبدلاً من أن يخطط للتطوير وإنقاذ المرضى الغلابة من مسلسل الإهمال المستمر داخل المستشفيات الحكومية، وسلخانات المستشفيات الخاصة، نجده يذهب للعلاج بالخارج!! اللمبة الحمراء هنا يجب أن توجه لثورة تصحيح داخل وزارة الصحة، لبعض الأطباء الذين أهملوا عملهم بالمستشفيات الحكومية، وتفرغوا للمستشفيات والمراكز الخاصة التى أنشأوها لتحويل المرضى إليها، اللمبة الحمراء نريدها هنا للمستشفيات والوحدات الصحية التى تحولت إلى بؤر إهمال يسقط بسببها الأبرياء يومياً ضحايا لانعدام الضمائر، بل ونريد فى المقابل مرتباً لائقاً للأطباء والأطقم المعاونة يفى بتفرغهم لرسالتهم السامية فى رعاية البسطاء، بدلاً من تركهم يتألمون بالساعات دون رعاية تعادل ما يقومون به فى سلخانات المستشفيات الخاصة!؟

إننا نريد تسليط بل وتوجيه اللمبة الحمراء وبصورة عاجلة إلى قطاع التربية والتعليم، وما أدراك ما التربية والتعليم، نريد تسليط اللمبة الحمراء على مسئولى التعليم الذين تفرغوا لسبوبة لجان التطوير والجودة والكنترولات، وتجاهلوا إصلاح عمليات تربية النشء وتطوير المناهج بأحدث أساليب البحث العلمى، وإعادة السلوك القويم والأخلاق، والتخطيط لمواجهة التطرف الدينى، والعقلى، بمناهج تربوية تواجه حملات الإعلام المسعور لتشويه القيم، لكى نعيد زماناً جميلاً كان فيه التلميذ يقبل يد أستاذه، بعد أن صوره محترفو التشويه فى دور أبوالعلمين حمودة الذى يجلس على الأرض ليجمع النقوط لزوجته الراقصة، بل انهارت القيم بتصوير الشيخ أو محفظ القرآن بأنه الشيخ فتة الذى يهرول وراء دكر بط أو كوز ذرة!!

إن اللمبة الحمراء يجب أن توجه لكل من تسول له نفسه أن يهمل فى حق أبنائنا سواء كان معلماً أو مسئولاً، نريد إضاءتها فى وجه مسئولى الأبنية التعليمية الذين يوجهون بوصلة البدء فى تشييد وترميم المدارس مع بداية العام الدراسى وليس فى الإجازة الصيفية، لإحداث الفوضى فى العملية التعليمية، ناهيك عن مخالفات المقاولين، وعمليات التسليم والتسلم، إن التعليم قضية أمن قومى، ويجب أن يكون فى المرتبة الأولى لدى الدولة، وأن نوفر للمعلم المرتب الذى يجعله يعيش حياة كريمة، ويتفرغ لأداء رسالته السامية فى تربية النشء، وان تكون مادة الأخلاق هى المادة الأولى فى مراحل التعليم الأساسى، لكى نسمو وتسمو أجيالنا القادمة، فاللمبة الحمراء بمثابة الإشارة الحمراء، والتى تقول للمتجاوز أو المرتشى أو منعدم الضمير، قف.. هنا دولة تنهض.

[email protected]