رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قال القيادى الإخوانى البارز صبحى صالح، وإلى من نسى منا دوره فى زمن الإخوان، هو عضو لجنة «البشرى» لوضع التعديلات الدستورية بعد ثورة 25 يناير (بداية صعود المنحدر الإخوانى وفق تعريف «مرسى» العجيب، وبداية إعلان النوايا من أول خطوة بعد الثورة).. قال صالح: «أسأل الله أن يتوفانى على الإخوان»، وبالطبع هى فى أصل الدعاء «اللهم أمتنا على الإسلام».

تذكرت تلك المقولة الإخوانية مع اختلاف الفكر بين التعصب والاستنارة، والعالم يتذكر في نهاية هذا الشهر تاريخ ميلاد المفكر الفرنسى المرموق فولتير 21 نوفمبر سنة 1694، وهو صاحب مقولة مُقابلة كتبها كوصية له وهو فى أيامه الأخيرة «إن فولتير يموت على عبادة الله وكراهية الكهان»، رداً على تدخل ووصاية الكنيسة المرفوضة فى زمانه.

ولأن من قضايا فولتير الرئيسية، المطالبة بحرية التعبير والتسامح الدينى، فقد خاض فى زمانه معارك هائلة مع الكنيسة، وكان لفكره وفكر أقرانه من المفكرين والمصلحين الأثر والدور المهم لتحريك وتفعيل الثورة الفرنسية، وفولتير، اسمه الأصلى «فرانسوا آريت»، أما «فولتير» فهو اسم عرف به لما سجنوه للمرة الأولى فى سجن الباستيل، وتكرر سجنه أكثر من مرة.. حتى فر بجلده من كل فرنسا فبقى مشرداً حتى آخر حياته بين بريطانيا وبروسيا، وكان الملك لويس الخامس عشر قد أصدر قراراً بمنع دخوله فرنسا وحَرمت الكنيسة وجود كُتبه واعتبرته هرطيقاً مخرباً للعقيدة الصحيحة وهادماً لتعاليمها.. وبعد سجنه الثانى فى الباستيل أخرج منه بشرط أن يذهب باتجاه بريطانيا، وأعجبه أن فيها أكثر من ثلاثين مذهباً دينياً بدون قس واحد.. ومن أشهر شعاراته «اسحقوا عار التعصب الدينى» تعقيباً على ما شاع حول حكاية حب بين شاب كاثوليكى وفتاة بروتستانتية، وكان هذا سبباً كافياً لمنع زواجهما، بل طلبوا قتل الشاب، وخلال الثورة الفرنسية كان نداؤه يكرره الثوار «اشنقوا آخر إقطاعى بأمعاء آخر قسيس».. قال عنه المؤرخ الأمريكى ويل ديورانت فى كتابه «قصة الفلسفة» إنه كان قبيحاً مختالاً فصيحاً، واستطاع أن يكتب فى عمره المديد الذى طال حتى 84 سنة 99 كتاباً تتألق كل صفحة منها بنور الحكمة والفائدة.

وبمناسبة التعصب وحواديت أهل ورجال الدين، وفي رد فعل لقرار انضمام مجموعة صغيرة من المسيحيين لعضوية حزب النور الديني المتشدد، أذكر للقارئ العزيز ما قاله أحد رجال الدين في وصفهم، قال القمص مرقص عزيز الكاهن بالكنيسة القبطية بالمهجر: هؤلاء مرضي نفسياً ويشعرون بالنقص الشديد، وهذا واضح من أسلوبهم في الحوار، لا يدركون ما يقولون ولا يفهمون الأسئلة الموجهة إليهم، كيف يقبلون الترشح مع حزب يرفض ترشيح المرأة والأقباط؟!.. ألم يفهموا أن مصيرهم مثلما تفعل داعش مع من تستدرجهم؟.. أما السيدة المرشحة، فقد يقدمونها في سوق العبيد والنخاسة ولن يرضي بها أحد فسيكون مصيرها مثل شجرة الدر.. إنهم خونة ويجرون وراء المال وسيدركون أنهم خسروا كل شيء وباعوا إلههم من أجل حفنة من المال!

وليس من قبيل الدفاع عن أقباط حزب النور، أود التذكير أن الكاهن صاحب التصريح هو هو من مارس الطريقة الداعشية منذ سنين عدة عندما اصطحب مجموعة كبيرة من الكهنة للاصطفاف في مظاهرة لمنع عرض أروع فيلم سينمائي مصري تحدث بصدق وشفافية عن الذات المسيحية في الستينات من القرن الماضي وهو فيلم «بحب السيما»، وبالفعل تم منع العرض سينمائياً لكنه لقاء رد فعله غير الروحي أو الحرفي كانت المظاهرة خير دعاية للفيلم، فكانت له أعلى مشاهدة عبر عرضه على كل شاشات الفضائيات والمواقع الإلكترونية، وكمان فاز في العديد من المهرجانات بجوائز عالمية.

يا عزيزي الكاهن الغلاط في حق الناس مش عيب وصف بعض أبناء الكنيسة  بالمرضى نفسياً وتبشير سيدة بأنها ستباع في سوق النخاسة الداعشية، وكان من الأولى أن تعتذر عن قصور في آليات الحوار بين الكنيسة وأولادها؟.. وإيه حكاية ما وصفتموه بأنه بيع للإله لقاء موقف منهم هو في النهاية موقف سياسي، بأي توكيل سماوي تحكم على الناس بخروجهم عن طاعة الإله؟.. ومن أنت حتى تقيم محاكم التفتيش على البشر من موقعكم في بلاد الفرنجة.. أرجو أن تتخذ الكنيسة رد فعل مناسباً حول مثل تلك التصريحات العصبية والطائشة من رجال الدين، حتى لا نصل إلى المرحلة التي صرخ فيها الفرنسيون «اسحقوا عار التعصب الديني»، وبلاش الشعار الدموي الثاني الخاص بالشنق بالأمعاء.. اللهم احفظنا.

[email protected]