رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«هل يقود البابا تواضروس ثورة التجديد فى الكنيسة القبطية؟».. سؤال هام طرحته على قداسة البابا تواضروس الثانى الصحفية الرائعة «سارة علام» بجريدة «اليوم السابع»، وبالتعامل مع تصريحات قداسته التى يمكن الثقة بعدم تحريفها اعتماداً على مصداقية الصحيفة التى ماعرفناها مفبركة أو متجنية على صاحب تصريح..

كتبت «سارة علام» إنه سؤال تطرحه تصريحات البابا المتكررة التى يحاول أن يرسل من خلالها رسائل لمعارضيه والأصوليين المختلفين معه، وتكشف عن رغبة البابا الحقيقية فى قيادة دفة التجديد والتحديث داخل الكنيسة العتيقة. الكنيسة تؤمن بالتطور وفق ما جاء فى عظته التى ألقاها بكنيسة العذراء بالزيتون أغسطس الماضى، وخصص لها عنوان «العقل المنفتح والتطور من حولنا»، قال البابا إن الكنيسة تؤمن بالتطور عبر العصور، وكل زمن وله متغيراته، حتى أن الكنيسة أدخلت اللغة العربية إلى صلواتها فى القرن الرابع إلى جانب اللغة القبطية.»..

أما عن إدخال الكنيسة اللغة العربية كمثال على التطوير، فقد كان الأمر قهراً وقاومته الكنيسة فى تلك الفترة اعتزازاً بلغة الأجداد، ولا أرى أى مناسبة لتحريف التاريخ!!!

وبالنسبة لعمليات التطوير أو التحديث أو الإصلاح، فلا شىء تحقق على الأرض وإنما انحصر الأمر فى مواربة الباب البابوى، والسماح بمقابلة من حرموا من أى فرص لعرض مطالبهم عبر أحقاب العذاب والضنا إلى حد انعدام فرص الاقتراب من الباب البابوى بشكل كبير، وكنت قد كتبت فى أكثر من مقال عن باباوات الإصلاح، ذكرت قصة البابا كيرلس الرابع «أبو الإصلاح» الذى استقدم المطبعة رقم 2 فى مصر، وأمر باستقبالها بالألحان والتراتيل، واهتمامه بتعليم البنات وفتح العديد من المدارس لتعليمهن، وسعدت أن يرويها هنا لليوم السابع كنموذج للبطريرك المصلح، مؤكداً أن الفكر المتشدد لا يستقيم ولا يتناسب مع روح العصر، فإذا كان النموذج موجوداً، فأين ما يؤكد أو يقدم أى أمارة للاستفادة بالنموذج المشار إليه للشروع فى الإصلاح ؟!

يرى البابا أن الكنيسة تحاول فهم الزواج بروح العصر مع الحفاظ على ثوابتها، مضيفًا «لقد كثر اللغط حول ملف الأحوال الشخصية والكنيسة عاوزة تريح ولادها فى هذا الملف، وعليه نفكر فى كل صغيرة وكبيرة ولا تحتاج الكنيسة نصيحة من أحد».. أما عن حكاية فهم الزواج بروح العصر، فالكلام رائع ولكن على مدى أكثر من عامين لا إشارات جادة نحو معالجات إيجابية وفاعلة غير تلك المواجهات السلبية غير الحكيمة مع أصحاب مشاكل تطبيقات قوانين ولوائح الأحوال الشخصية، ففضلاً عن البطء البشع فى أمر الفصل فى قضاياهم، تم إطلاق كلاب الحراسة على بعضهم، وتسليم البعض منهم إلى أقرب قسم شرطة (مع أنهم تقريباً من أبناء الكنيسة!!)، وفى حالة أخرى عندما تصرخ سيدة ليصل صوتها إلى قداسته أثناء عظته الأسبوعية يتم إخراجها، وبالمرة إخراج العظة من مقرها الرئيسى بدلاً من المواجهة الرعوية، وفتح المزيد من المنافذ لمجالسة الرعية فى الزمن الأصعب، نعم انتقال العظة إلى العديد من الكنائس كان من بين أهم طلبات الناس فى أن يروا راعيهم الأكبر، ولكن توقيت القرار وتنفيذه، أراها حكاية مالهاش دعوة بحكمة القرار الإدارى!!!

أما قول قداسته لصحفية «اليوم السابع» لقد كثر اللغط حول ملف الأحوال الشخصية والكنيسة عاوزة تريح ولادها فى هذا الملف، فالكنيسة تفكر فى كل صغيرة وكبيرة ولا تحتاج نصيحة من أحد.. فهو كلام يتقارب مع كلام تصريحات بعض وزراء زمن التوهان، من حيث افتقاد البعد السياسى وغياب الحس الإدارى النموذجى، فضلاً عن ابتعاد الجانب الروحى والرعوى بما يضعه من حواجز إضافية بينه وبين كل صاحب رأى إصلاحى، فالكنيسة لا تحتاج نصيحة أحد (يقول الكتاب المقدس «اغضبوا ولكن لاتخطئوا»)..

قداسة البابا هل لى أن أسأل وانتظر الإجابة من إدارة كنيستنا العتيدة..

لماذا لا تعتذر الكنيسة عن تصريحات أساقفة وكهنة، ولم يتم محاسبتهم كبرهان وأمارة على النية فى الإصلاح.. مثل «حزب النور تيار وطنى حتى النخاع»... «أنا أحترم ممثلى السلفيين بصفة عامة رغم أنهم متشددون جداً دينياً، ورغم نظرتهم للمسيحيين نظرة دونية ولكن أحترم فى السلفى وطنيته فهو لا يخون وطنه كغيره»... «نعم، الكنيسة تمثل الأقباط سياسياً».. «لا ينبغى للمسيحى معاشرة زوجته طوال فترات الصيام التى تبلغ 217 يوماً إلا بإذن من الكنيسة فى ظروف تراها تسمح»... «على الشباب الراغب فى التظاهر أمام الكاتدرائية التقدم بمطالبه بشكل متحضر».

كان لدينا فى الكنيسة التيار الإصلاحى الرائع «التيار العلمانى»، واستطاعت إدارة الكنيسة فى الفترة الأخيرة ضم رجالاته إلى يمينها الدافئ، وعليه كانت تصريحات منسق التيار تعليقاً على حديث قداسته ما يتطلب أن نتحاور كمواطنين حولها باعتبار الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة الكبيرة والعتيدة والأعرق، ولكن إلى مقال قادم ليتسع المجال لطلب الحوار..

[email protected]