أيمن يعانى من الضياع
ربما تقشع رأبداننا ويتملكنا الخوف إذا إقتربوا منا المشردون فى الشوارع الذين يتخذون من الأرصفة وأسفل الكبارى والعشش سكنا لهم وينفصلون عن أى شيئ له علاقة بالحياة فلايدركون ماذا يأكلون وماذا يشربون أحيانا تجد منهم حاملى الشهادات العلمية والأغنياء ولكنهم عندما يتعرضون لظروف قاسية لاتستيع عقولهم أن تقوى على تحملها فيهربون إلى أى مأوى.
هذا هو حال أيمن ابراهيم الدسوقي يسن ابن قرية نوسا الغيط التابعة لمركزأجا بمحافظة الدقهلية أحد هؤلاء النماذج صاحب 45عاما ضحية الخلافات الزوجية والذى كان يعيش حياة طبيعية مثل باقى الإطفال ولكن بعد أن دبت الخلافات بين والديه وحدث الإنفصال بينهما بدأت رحلة المعاناه للطفل الصغير والذى عانى آثاراً نفسياً وسلوكياً بسبب الانفصال بين الزوجين، خاصةً أنه تم في مراحل عصيبة.
ولم يلبث الأب أن تزوج وتركه فى حضانة أمه قبل أن تتزوج هى الأحرى مما جعل منه عبئا عليها وخاصة بعد المعاملة السيئة التى لاقاها من زوج أمه ومرت الأيام وأصيبت أم أيمن بمرض السرطان قبل أن تتوفى وهو فى عمر الخامسة عشرإلاأن زوج أمه وإخواته غير الأشقاء لم يتقبلوا وجوده بينهم وطردوه من المنزل.
وتحدث بعض أقاربه إلى والده حيث طلبوا منه أن يأخذه للعيش معه وإنتقل أيمن للعيش مع والده ليبدأ مرحلة جديدة من المعاناه حيث عاملته زوجة الأب بمزيد من الفسوة والإذلال ودائما ماكانت تفتعل معه المشاكل والأزمات وتقوم بتحريض والده عليه حتى قام بطرده من المنزل وكان ينام فى المبانى التى فى طور الإنشاء والحقول.
والمحزن أن أيمن وهو فى سن الطفولة كان لايدرك أن هناك ظلم أو إجحاف يقع عليه ولكن الحزن على النفس يبدأ مع بدء الوعى والنضج حينها بدأ أيمن فى إستيعاب طفولته القاسية وبدأت أحاسيس الغضب والإنهزام تتسلل لنفسه مما جعله يصاب بإضطرابات نفسية وعصبية سيئة و ادخل قسم
وقام فريق من المتطوعين بقريته بالتواصل مع أهل ملوى بمحافظة المنيا الذين كانوا يقومون برعايته وقاموا بالسفر إلى محافظة المنيا من اجل إعادة أيمن إلى قريته وبعد جهد جهيد ومزيدا من الإجراءات الأمنية تم إعادة أيمن لقريته وقام فريق المتطوعين بمحاولة إدخاله إلى إحدى دور الرعاية أو المصحات النقسية دون جدوى بسبب الإجرارات الروتينية العقيمة.
الوفد تناشد وزيرة التضامن الإجتماعى أوأصحاب القلوب الرحيمة بتبنى حالة أيمن وربما تأهيله ليعودإلى حالته الطببيعية.