عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

غزة أصبحت حالة إنسانية تهز مجتمعات العالم.. المدينة الفلسطينية الباسلة تخطت السياسة وتجاوزت الحديث عن الصراع المسلح إلى وجع فى قلب الإنسانية.

ضربُ غزة فعلَ فى نفوس البشرية ما لم تفعله طلقاتُ الرصاص والقنابل والصواريخ والطائرات عبر التاريخ منذ إسقاط القنبلة الذرية فوق هيروشيما ونجازاكى أو مافعلته حرب فيتنام فى الرأى العام الأمريكى.

> يخطئ من يتصور أن ضمير العالم قد مات، ويخطئ أيضًا من يظن أن لقطات قتل الأطفال لن تؤثر فى أجيالِ وبلدان العالم لسنوات قادمة.

> هذا العالم ستظهر فيه، خلال المستقبل، قوى سياسية غربية وجماعات ضغط رافضة للإرهاب المنظم الذى تمارسه تل أبيب ضد المدنيين العُزل، وسوف يظهر سياسيون يقولون بكل حرية إن إسرائيل دولة احتلال قاتلة وتمارس الإرهاب.

إسرائيل تستهدف رفح، أيضًا، بعدما قامت بتسوية غزة بالأرض، فالهدف الآن هو رفح للسيطرة بشكل كامل على الشاطئ لإجبار أصحاب الأرض على النزوح بحرًا نحو أوروبا، وإن أمكن برًا نحو مصر، لتبدأ تل أبيب تنفيذ مشروعاتها الاقتصادية الاستراتيجية المُخضبة بدماء جديدة فى هذه البقعة المنكوبة من الخارطة العربية.

> لا تلم عربياً واحداً على الصمت أو عدم القدرة على المواجهة المباشرة، فما يحدث الآن هو مخطط قديم تم تنفيذه على مساحة زمنية طويلة عبر تقسيم البلدان العربية، وتشتيتها عبر سنوات متتالية، بعد خروجها من براثن احتلال فرنسى وبريطانى، زُرعت بعده دولة من العدم على نقطة من الأرض تم اختيارها بعناية فى قلب الخريطة، ووجود هذه الدولة تسبب فى خوض الدول المنتصرة على الاحتلال لحروب جديدة مع هذا الكيان الجديد المُغتصب، أعقبها حروب وخلافات عربية عربية، ثم حروب أهلية مزقت الحدود من جديد وكسرت الجيوش التى كانت قوية فى سوريا والعراق، بعدها لم يعد يوجد سوى جيش واحد صامد وقادر-بعون الله- على حماية شعبه، هو الجيش المصرى، حفظ الله رجاله، فهو الجيش الوحيد الباقى الآن.. إنه الجيش الذى واجه منذ سنوات قريبة حربًا انتصر فيها على الإرهاب الذي -كان ومازال- يرتدى ثوب الوطنية والإسلام زورًا وبهتانًا، وهو نفس الإرهاب الذى يتساءل أنصاره الآن بعد فاصل من «الشحتفة» و«مصمصة الشفاه» ويقولون: «أين العرب؟». 

> من له علاقة بالسياسة يعرف أن إيقاف الجرائم اليومية التى ترتكب فى حق الشعب الفلسطينى لن يكون إلا بحل غربى متوافق مع الإرادة الجماعية العربية، وليس بجهود دولة أو دولتين، فلا تستهن بضغوط الرأى العام الغربى، ولا تترك نفسك تبحث عن إجابة لسؤال غير واقعى وهو أين العرب؟ لأن العرب جميعًا ليس من مصلحتهم استمرار هذا الجنون الإسرائيلى.. ولكن قدرتهم على فرض رؤيتهم مرتبطة بتوحدهم العسكرى والسياسى والاقتصادى وهى قدرة غير متوافرة حاليًا.. ولو كانت هذه القدرة متوافرة ما تم تفجير سوريا من الداخل وما تم احتلال العراق ثم إنهاكه وتقسيمه سياسيًا بنظام المحاصصة الطائفية ليتكرر نموذج لبنان مرة أخرى، وما تم تقسيم السودان إلى دولتين ثم البدء فى تقسيم ما تبقى منه لدولة ثالثة، وما تم تقسيم ليبيا وسلب خيراتها..ولا اندلعت حرب اليمن التى سقطت فى صراع طائفى مُرعب!!

> اعمل حسابك أيها العربى.. غزة ليست آخر المُستهدف الإسرائيلى.. فقد اتضح أن الهدف الثانى هو رفح ومن بعده كافة شواطئ فلسطين ثم طرد من تبقى من السكان لاستبدال السكان الأصليين بمستوطنات جديدة تسمح لإسرائيل بحماية تل أبيب بعازل كبير من الأراضى وتحويل هذه المساحة الجديدة إلى مشروع اقتصادى كبير زراعى وصناعى، باستخدام مصادر الطاقة القادمة من البحر وطرح إسرائيل كبديل تجارى مع أوروبا لتحقيق مزيد من المكاسب لجنرالات الحرب فى تل أبيب.

> عمومًا.. لا تندهش فى المستقبل القريب عندما تكتشف أن عمليات تهريب البشر إلى أوروبا سوف يسيطر عليها مشهدان مهمان.. الأول هو زيادةٍ فى أعداد المهاجرين غير الشرعيين من غزة.. والثانى أن عصابات التهريب سيكون لها مركزًا محميًا فى غزة وشواطئها، لا يجوز الاقتراب منه، وسوف تكون هذه العصابات متخصصة فى تهريب الفلسطينيين فقط.