عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدور المصرى الكبير الذى تقوم به مصر لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، لا ينكره إلا كل جاحد شرير ضد البلاد، فمازالت مصر حتى كتابة هذه السطور تقوم بمباحثات شاقة ومضنية من أجل وقف الحرب وحقن دماء الشعب الفلسطينى، وضمان نفاذ وصول المساعدات إلى الأشقاء فى غزة، فقد احتضنت القاهرة منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى وحتى كتابة هذه السطور العديد من اللقاءات والاجتماعات من أجل وقف الحرب، وآخر هذه الأدوار المبادرة المصرية البالغة الأهمية، من أجل وقف الحرب ومنع تصفية القضية الفلسطينية وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

المبادرة المصرية قائمة على ثلاث مراحل متصلة ومترابطة، الأولى وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى وعودة النازحين إلى مساكنهم، وقيام الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة والمنظمات الدولية بأعمالها فى تقديم الخدمات الإنسانية فى تقديم الخدمات الإنسانية لقطاع غزة، والبدء فى إعادة تأهيل البنية التحتية فى جميع مناطق القطاع، تمهيداً لبدء الترتيبات فى إعادة الإعمار الشامل. أما المرحلة الثالثة فهى الإعلان عن عودة الهدوء المستدام لوقف العمليات العسكرية والعدائية. أما المرحلة الثالثة فهى تبادل الجثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم ثم إنهاء الحصار الكامل عن غزة. والضامنون لهذا الاتفاق مصر وقطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وأؤكد أن المبادرة المصرية هى واقعية جدًا وتضمن لكل الأطراف الأمن والاستقرار، تمهيدًا لتنفيذ اتفاق حل الدولتين لأنه الوحيد الذى يضمن استقرار المنطقة بأكملها ولا يصيب مصالح العالم كله بأضرار، ووجهة النظر المصرية ليست جديدة وإنما أعلنتها الدولة المصرية مراراً وتكراراً، ونادت بها القيادة السياسية المصرية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الغاشمة وهى تضمن عدم تصفية القضية الفلسطينية وتمنع التهجير القسرى للفلسطينيين، وتحقق الأمن للكيان الصهيونى المحتل. وهنا يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط على إسرائيل للتنفيد، بدلاً من تقديم كل الدعم العسكرى العلنى لها فى هذه الحرب الشعواء. والحقيقة أن أمريكا بالورقة المصرية تحقق مصالحها دون إصابتها بأى ضرر، لأن الخاسر فى هذه المعركة بالدرجة الأولى واشنطن وتل أبيب. ويكفى سوء السمعة الذى تعرضت له أمريكا طوال هذه الحرب، ويكفى أن شعوب العالم أجمع بمن فيهم الشعب الأمريكى فقد ثقته الكاملة فى الإدارة الأمريكية التى تساعد تل أبيب على كل هذه الجرائم البشعة فى حق الإنسانية جمعاء.

إن الورقة المصرية التى وافقت عليها مؤخراً حركة حماس، هى طوق نجاة لكل الأطراف وعلى الجميع الامتثال لها، وتعبر تعبيرًا حقيقياً عن حكمة ورشادة الدولة المصرية، وكعادة مصر التى تحمل على عاتقها هموم الأمة العربية خاصة الأمة الفلسطينية منذ تشكيل العصابات الصهيونية ومرورًا بوعد بلفور المشئوم عام 1917 وانتهاء بإعلان كيان الدولة العبرية والحرب الأخيرة على غزة.. وبالتالى فإن المقترحات المصرية هى الحل الوحيد لوقف اشتعال المنطقة بهذا الشكل، تمهيدًا لإجراء مفاوضات مباشرة وتنفيذ الشرعية الدولية بتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

تحية للدولة المصرية والقيادة السياسية على هذه الحكمة والكياسة والفطنة فى التعامل مع كارثة تتعرض لها المنطقة.