رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احتفالات الرئيس

الحمد لله.. مرت الانتخابات الرئاسية بسلام.. أنهى الشعب سباق اختيار الرئيس دون صراع أو صدام.. كل المخالفات والانتهاكات وقعت.. لكن كل العيون أغمضت.. وكل الأفواه أغلقت.. ورغم أننى من المهتمين جداً بالانتخابات كفعل إنسانى.. ونشاط ديمقراطى.

. ورغم أننى من أنصار نشر ثقافة الاختيار بشرط تحديد معاييره.. إلا أن ما شهدته فى انتخابات الرئاسة كان جديداً.. غريباً. فالإقبال الأضعف كان من نصيب صناديق الرئاسة بين انتخابين للبرلمان.. واستفتاء على الدستور المؤقت.. وبعكس ما حاول البعض الترويج له.. كان للدعاية المغلفة بالدين تأثيرها حتى فى أوساط مثقفة.. ومتعلمة.
أما الخروقات التى لم يتحدث عنها أحد فكانت يوم الانتخابات.. أو يومية.. داخل اللجان.. وخارجها.. فأنصار «موسي» وقفوا وسط الطوابير للدعاية.. وإثارة نقاشات حول المرشحين.. فيها يبدو «مرسي» ملاكاً ذا أجنحة.. وباقى المرشحين شياطين من ذوى الأجنحة.. والقرون.. ثم يذهب مفجر النقاش لشراء زجاجة مياه.. ولا يعود.. المشهد المتكرر اختراق مغلف للصمت.. ولن تكون هناك عقوبة.
المهم أن الانتخابات انتهت.. وأن الرئيس القادم سيكون معروفاً خلال ساعات.. والأهم ألا نستمع لدعاوى الإثارة.. فليس فى الديمقراطية مبدأ «فيها لاخفيها».. ولكن مبدأ ديكتاتوري.. تسلطي.. استبدادي.. إرهابي.. والإرهاب بالتهديد أقسى وأقوى من الإرهاب بالفعل.. وعلينا أن نحتفل بالرئيس الجديد أياً كان اسمه.. والاحتفال لن يكون بالرئيس ولكن بمصر.. وشعبها الذى نجح فى الاختيار.. واستكمال الثورة ليس بالرئيس.. ولكن الرئيس مطالب باستكمال الثورة.. الشعب الذى اختاره يجب أن

يلزمه باستكمال الثورة بالتغيير الحقيقي.. وعلينا أن نعرف أن التغيير لن يكون بالصدام.. ولا يصلح بالانتقام أو بتخليص حسابات الماضي.. لكن التغيير يحتاج عقلاً وتعقلاً.. وليس بالأيام ولا السنوات يتم حساب الزمن إذا تعلق الأمر بالشعوب والأمم.. لكن بالقدرة على إحداث تغيير وتطوير فى نمط التفكير.. وفى شخصية المواطن.. وليس فى شخص الرئيس..
والتغيير لابد أن يكون سلساً.. تحولياً.. تدريجياً.. لأن التغيير لابد له من مقاومة.. والتغيير بالقوة تقابله مقاومة بالقوة.. والصدام فى المستقبل غير مرغوب.. وربما غير مقبول.. فصدام الأمس يكفينا.. ودماء الشهداء الذين شاركوا فى الثورة لا تحتاج المزيد.
ثورة الشعب كانت ضد التسلط والفساد.. ولن يسمح الشعب للرئيس القادم بحاشية تمارس التسلط وتنشر الفساد.. وإذا كان علينا - كشعب - أن نقبل بالرئيس القادم من عمق الصناديق.. فعلى الرئيس الجديد أن يلبى مطالب الثورة التى اندلعت من أعماق مصر، فإن لم يفعل فقد سقط.. وأسقط معه محاولات إنقاذ مصر.
[email protected]