تعرف على أعراض الخرف التي يجهلها كثيرون

حذر خبراء الصحة من تجاهل بعض الأعراض الشائعة والمزمنة لمرض الخرف، والتي غالبًا ما تمر دون ملاحظة. 

ووصف الأطباء هذه الظاهرة باسم "غروب الشمس"، إذ يعاني المصابون بزيادة الارتباك والانفعال وتغيرات سلوكية مع حلول وقت متأخر من بعد الظهر والمساء. 

وأشارت أخصائية علم النفس العصبي أبريل كرويل إلى أن هذه الحالة تؤثر على نحو واحد من كل خمسة مرضى بالخرف، وتنتج عن اضطراب في التوجه والقدرة على التمييز.

كيف يظهر اضطراب الغروب

أوضح الدكتور فيكتور دياز أن الأعراض قد تبدأ في وقت متأخر من بعد الظهر أو عند بداية المساء، وقد تستمر النوبات لبضع دقائق أو تمتد لساعات، أحيانًا حتى وقت متأخر من الليل. 

وأضاف أن الأشخاص المصابين يشعرون فجأة بعدم اليقين بشأن مكانهم أو بما يفعله الآخرون حولهم، وقد يصبح الروتين اليومي مثل إعداد العشاء مصدر قلق لهم. 

وأشار كرويل إلى أن هذا الشعور يزيد من القلق والأرق والانزعاج لدى المريض، خصوصًا عند فقدانه الإحساس بالأمان.

أسباب اضطراب الغروب

كشف الخبراء أن اضطرابات الساعة البيولوجية تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور هذه الظاهرة، إذ تتحكم الساعة الداخلية للجسم بالنوم واليقظة استجابة لضوء النهار. وأوضحوا أن اضطراب هذا الإيقاع يجعل المصاب أكثر نشاطًا في الليل وأكثر تعبًا أثناء النهار.

 وأضافوا أن الألم، والجوع، والقلق، والاكتئاب، وضعف الإضاءة، ومشكلات الرؤية أو السمع قد تفاقم الأعراض، كما يمكن أن تؤثر بعض الأدوية النفسية والمخدرات في زيادة حدتها.

التمييز بين الغروب والهذيان

أكد دياز أن اضطراب الغروب يختلف عن الهذيان الطبي، إذ يظهر الشعور بالغروب عادةً في نفس الوقت كل يوم، بينما يمكن أن يظهر الهذيان فجأة في أي وقت ويشير إلى مشكلة طبية خطيرة مثل العدوى أو السكتة الدماغية أو تغيرات حادة في السكر أو ضغط الدم.

نصائح لإدارة الأعراض

نصح الخبراء بالحفاظ على روتين ثابت للمريض، وضبط الإضاءة وتقليل الضوضاء، وتوجيهه بلطف لطمأنته وشرح مكانه وما يحدث. 

وأوضحوا أن هذه الإجراءات تساعد على تخفيف القلق والانزعاج، وتجعل أمسيات المصابين بالخرف أكثر قابلية للإدارة. 

وأكدوا أن الفهم الدقيق لأنماط الغروب ومحفزاته يُعد أداة مهمة لدعم المرضى ومقدمي الرعاية على حد سواء.

انتشار الخرف

أشار الخبراء إلى أن الخرف يصيب أكثر من سبعة ملايين أمريكي، وتزداد معدلات الإصابة مع التقدم في السن، وهو سبب رئيسي للوفاة. 

وتوقعوا أن يرتفع عدد المصابين إلى نحو 13 مليونًا بحلول عام 2050، مع انتشار أكبر بين النساء والفئات العمرية الأكبر، وارتفاع التأثير على الأقليات العرقية والإثنية.