رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

النوم أقل من 6 ساعات يوميًا يزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

النوم
النوم

حذّرت دراسة طبية حديثة من أن النوم لفترات تقل عن 6 ساعات يوميًا يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وهي مجموعة من الاضطرابات التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة بالخطأ، والدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هلسنكي على أكثر من 10 آلاف مشارك، كشفت أن قلة النوم تؤثر مباشرة على قدرة الجسم على تنظيم الاستجابة المناعية، مما يمهد لظهور أمراض مثل الذئبة، الروماتويد، الصدفية المناعية، والتهابات الغدة الدرقية المناعية.

وأشار الباحثون إلى أن النوم هو المرحلة التي يعيد فيها الجهاز المناعي ضبط نفسه، حيث يتم خلالها إفراز هرمونات مهمة مثل الميلاتونين، الذي يلعب دورًا في تنظيم الالتهاب والسيطرة على نشاط الخلايا المناعية، وعندما يقلّ عدد ساعات النوم عن الحد المطلوب، ترتفع مستويات بعض المواد الالتهابية في الجسم، مثل السيتوكينات، مما يخلق بيئة مناسبة لظهور الأمراض المناعية أو تفاقمها لدى الأشخاص المعرضين للخطر.

 

وتوضح الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا كانوا أكثر عرضة بنسبة 45% للإصابة بمرض مناعي ذاتي خلال فترة المتابعة التي استمرت 9 سنوات مقارنة بأولئك الذين حصلوا على 7–8 ساعات من النوم، كما تبين أن جودة النوم لا تقل أهمية عن مدته، إذ إن النوم المتقطع أو الأرق المزمن يساهمان أيضًا في إضعاف وظائف المناعة.

 

وأضاف الباحثون أن الضغوط اليومية، نمط الحياة السريع، والاستخدام المفرط للهواتف قبل النوم ساهم في انتشار اضطرابات النوم بشكل غير مسبوق، خصوصًا بين الفئات العمرية الشابة، وأشاروا إلى أن التعرض المستمر للضوء الأزرق قبل النوم يؤدي إلى تعطيل الساعة البيولوجية للجسم وخفض إنتاج هرمون النوم، ما يجعل الجسم في حالة "استيقاظ داخلي" حتى بعد الذهاب إلى الفراش، وبالتالي يقلل جودة النوم ويزيد العبء على جهاز المناعة.

 

ويوصي الخبراء بعدد من الخطوات لتحسين النوم والحفاظ على صحة المناعة، من بينها تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل، وتقليل الكافيين في المساء، إضافة إلى خلق بيئة نوم هادئة ومظلمة، كما ينصحون بممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، التي ثبت أنها تقلل هرمونات التوتر وتعزز النوم العميق.

 

وتؤكد الدراسة أن تحسين النوم ليس رفاهية بل ضرورة صحية حقيقية، لأنه أحد أهم العوامل التي تحدد قوة جهاز المناعة واستجابته، مشددة على أن تجاهل مشاكل النوم قد يؤدي على المدى الطويل إلى ظهور أمراض يصعب علاجها.