رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ضربة البداية

لم تعد الكلمات مجدية ولا الجمل أو السطور التى نخطها مؤثرة طالما تتكرر الأخطاء ويتساقط الضحايا ويتم إحالة القضايا للتحقيق وتمر الأيام وأصحاب المأساة قلوبهم تتمزق وعيونهم لا تعرف النوم فى انتظار النتيجة التى لن تعيد لهم الغالى الذى فقدوه بسبب الإهمال واللامبالاة وسوء التقدير.. وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحى قرر تحويل واقعة وفاة السباح الصغير يوسف محمد عبدالملك ابن بورسعيد لاعب نادى الزهور إلى النيابة العامة بعد الحادث المؤسف الذى أدى إلى وفاته فى الحارة رقم 7 داخل حمام السباحة وطالب اتحاد السباحة بإعداد تقريرٍ عاجل يتضمن كافة التفاصيل وتشكيل لجنة ضمَّت مختصين من الشئون القانونية واللجنة الطبية العليا والأداء الرياضى والرقابة الداخلية لمراجعة كافة الإجراءات والتأكد من تطبيق الكود المصرى لتأمين المسطحات المائية فى بطولة الجمهورية للسباحة والذى يفرض عدم عمل المنقذ أكثر من 6 ساعات وهل توافرت الأدوات الخاصة بمهمته منها كراسى عالية مرتفعة حوالى متر ونصف؟.. وكيف يعمل المنقذون من السابعة صباحاً وحتى السادسة مساء حينما وقعت الحادثة ولماذا لم يتم التعاقد مع شركة للإنقاذ فى هذه البطولة؟.. وبالطبع كل هذه الإجراءات لن تعيد يوسف إلى الحياة ولا إلى أمه المكلومة المنهارة التى فقدت ضناها وأعز ماتملك بسبب الإهمال الرهيب الذى كان وراء نهايته تحت الماء فى حضور عشرات الأشخاص والمتخصصين من حكام ومنقذين ومتابعين للبطولة.. وبمرور الأيام هل سنعرف الجانى الحقيقى ام سيغلق هذا الملف كسابقيه وننساه ونتذكره من جديد مع حادث آخر مماثل..

لو تعلم الدكتورة فاتن والدة يوسف الذى لم يتخطَ الثانية عشرة ماسيحدث لإبنها لمنعته من المشاركة فى بطولة الجمهورية للسباحة المقامة فى مجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة الدولى.. واعتقد انها لو كانت معه لم يكن ليغيب عن عينيها لحظة تحت الماء وكانت ستشعر به بقلب الأم الذى لا يخطئ ابدا.. أصيب يوسف بإغماءه مفاجئة منعته من الاستمرار ومواصلة السباق ولم يتمكن حتى من الاستغاثة لكى ينقذه أحد من الحكام والمراقبون والمنقذون الذين لم يلحظ أيمنهم اختفاءه لمدة تصل إلى 10 دقائق تقريبا قضاها يوسف تحت الماء قبل أن يبلغ زميل له انه رآه قابعأ بأسفل الحمام.. وتزداد الكارثة مع انتشاله ونقله إلى سيارة الإسعاف التى لم تكن مجهزة بما يسمح بمحاولة إسعافه ربما يكون مازال على قيد غم أن الحياة.. والمروع فى هذه القضية المحاولات المستميتة من البعض للتنصل من المسئولية بإطلاق شائعة قذرة بأن السباح الطفل توقف قلبه أثناء السباق بسبب تناول المنشطات مما تسبب فى تشريح الجثمان وهو وجع جديد على وجع الفراق ويتأكد كذب من ادعوا ذلك الذين لا يهمهم ألا انفسهم وكراسيهم أكثر من أى قيمة حتى لو كان الثمن وفاة طفل برىء بهذه الصورة المؤلمة.. ربنا يرحمك يايوسف ويصبر عائلتك.. ولا سامح الله كل من أهمل وقصر وكان حلقة فى سلسلة التسيب واللامبالاة !

 

[email protected]