رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الإجهاد الصامت.. كيف يدمر الجسم دون أن نشعر؟

بوابة الوفد الإلكترونية

في زمن السرعة والضغوط اليومية، أصبح التوتر جزءًا من الحياة الحديثة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في ما يُعرف بـ«الإجهاد الصامت»؛ ذلك النوع من الضغط النفسي المستمر الذي يهاجم الجسم بهدوء، دون أن يُحدث أعراضًا فورية واضحة، لكنه مع الوقت يترك آثارًا مدمرة على الصحة الجسدية والعقلية.


يقول الأطباء إن الإجهاد المزمن يُحدث سلسلة من التفاعلات الكيميائية في الجسم، أبرزها إفراز هرمون الكورتيزول بشكل مستمر. ومع ارتفاع مستوياته لفترات طويلة، تبدأ أجهزة الجسم في الاختلال التدريجي؛ حيث يضعف جهاز المناعة، ويصبح الشخص أكثر عرضة للالتهابات ونزلات البرد وأمراض المناعة الذاتية. 

 

كما يزيد التوتر المستمر من احتمالية الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، نتيجة تسارع نبضات القلب وتضيق الأوعية الدموية على المدى الطويل.


 

وللإجهاد تأثير عميق أيضًا على الهرمونات، خصوصًا لدى النساء، إذ يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية وتقلب المزاج وزيادة الوزن حول منطقة البطن. أما على المدى البعيد، فقد يسبب الإرهاق المزمن اختلالًا في الغدة الدرقية، وضعف التركيز والذاكرة، وحتى اضطرابات النوم.


 

الجانب الأخطر أن معظم الناس لا يدركون إصابتهم بالإجهاد الصامت، إذ يُترجم في البداية على شكل صداع خفيف، أو تعب متكرر، أو قلة نوم، أو تهيج بسيط في المعدة. لكن تجاهل هذه الإشارات يفتح الباب لأمراض مزمنة يصعب علاجها لاحقًا.


 

ولحماية الجسم من هذا العدو الخفي، ينصح الخبراء بضرورة إعادة التوازن للحياة اليومية عبر النوم الكافي، وممارسة التأمل أو التنفس العميق، والمشي المنتظم، وتجنب المبالغة في العمل. كما أن التغذية السليمة الغنية بالمغنيسيوم وأوميغا-3 وفيتامينات ب تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل تأثير الكورتيزول.


 

الإجهاد الصامت قد لا يُرى، لكنه حقيقي وقادر على إضعاف الجسم ببطء. والوقاية منه تبدأ بالوعي والاهتمام بالنفس قبل أن يفرض علينا الجسد التوقف القسري.