بعملين صالحين جليلين.. طريقك إلى الجنة والنجاة من النار
أكدت دار الإفتاء المصرية أن طريق النجاة من النار والفوز بالجنة ليس معقدًا كما يظن البعض، بل يمكن أن يتحقق بعملين عظيمين يسيرين على كل مسلم صادق: تجديد الإيمان بالله بالقلب والعمل، ومعاملة الناس بما يحب المرء أن يُعامَل به.
تجديد الإيمان
ويستند ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم:«مَنْ أحبَّ منكم أنْ يُزَحْزَحَ عنِ النارِ، ويَدْخُلَ الجنةَ، فلْتَأْتِهِ منيتُهُ وهوَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، وليأْتِ إلى الناسِ، الذي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَى إليه».
هذا الحديث الشريف يُلخص رسالة الإسلام في كلمتين: إيمان صادق، وعلاقة راقية مع الناس، فالإيمان ليس مجرد كلمات تُقال باللسان، بل هو اعتقاد راسخ في القلب، يُترجَم إلى أعمال صالحة وسلوك قويم، أما التعامل مع الناس فهو معيار حقيقي لصدق الإيمان، إذ لا قيمة لإيمان المرء إذا كان يؤذي غيره أو يظلمهم.
وأوضح علماء الأزهر الشريف أن تجديد الإيمان لا يقتصر على النطق بالشهادتين أو أداء العبادات الظاهرة فقط، بل يتضمن مراقبة القلب، وتطهيره من أمراض الحقد والكبر، والإكثار من ذكر الله تعالى. وقد جاء في الحديث الشريف: «جدّدوا إيمانكم»، قالوا: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: «أكثروا من قول لا إله إلا الله» [رواه أحمد].
حسن معاملة الناس
وفي الجانب الاجتماعي، فإن حسن معاملة الناس هو المقياس الذي يزن به الإسلام إيمان العبد. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا» [رواه الترمذي]. ومن صور ذلك: الرحمة، والعدل، والصدق، والإحسان، والتغاضي عن الزلات.
وتشير الفتوى الإلكترونية لدار الإفتاء إلى أن هذين العملين إذا اجتمعا في حياة المسلم، كان ذلك سببًا عظيمًا لرحمة الله ونجاته من عذابه، وسببًا لدخوله الجنة، فالمؤمن الحق لا يرضى لنفسه النجاة وحده، بل يسعى أن يكون نافعًا للناس، هينًا لينًا قريبًا من قلوبهم.
إن رسالة الحديث تؤكد أن الدين ليس طقوسًا جامدة، بل هو حياة متوازنة تجمع بين عبادة الخالق وخدمة المخلوق، فمن أراد الجنة فليجمع بين صلاح القلب، وصلاح التعامل مع الخلق.