علي جمعة: الإيمان بالمهدي واجب شرعي وموحِّد للأمة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الإيمان بظهور الإمام المهدي من العقائد التي تندرج تحت الإيمان بالغيب، وهو ما مدح الله تعالى به المؤمنين في كتابه الكريم، مشيرًا إلى أن الأخبار النبوية المتعلقة بالمهدي متواترة تواترًا معنويًا، مما يجعل الإيمان به واجبًا شرعيًا.
واستشهد جمعة بقول الله تعالى في سورة البقرة:"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [البقرة: 3–5].
وأوضح أن المهدي عليه السلام هو رجل من نسل النبي ﷺ، سيظهر في آخر الزمان وتكون له صفات معينة وردت في الأحاديث الصحيحة، كما أخبر النبي ﷺ عن علامات تسبق ظهوره، وأحداث ترافقه وتليه، ويجب على المسلم أن يكون مستعدًا لهذا اليوم، وأن يبايعه ويتبعه إذا ظهر بعلاماته المميزة.
لا تعطيل للشرائع في انتظاره
وشدد جمعة على أنه لا يجوز للمسلمين أن يعطلوا شرائع الإسلام في انتظار المهدي، موضحًا أن بعض الطوائف انحرفت عن العقيدة الصحيحة حين جعلت من ظهوره شرطًا لتطبيق أحكام الإسلام أو إحياء الشعائر.
وقال: "المهدي الذي يؤمن به أهل السنة والجماعة ليس منتظرًا بالمعنى الذي يؤدي إلى تعطيل الشريعة، فالمسلمون مطالبون بإقامة الصلاة، والجمع والجماعات، وتطبيق الأحكام الشرعية، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسعي إلى توحيد الصف، في كل زمان ومكان، سواء ظهر المهدي أو لم يظهر".
وأضاف أن من يظهر في عصر المهدي بعلاماته الواضحة وجب عليه نصرته والالتحاق بجنده، ومن لم يدركه في حياته فلا إثم عليه، إنما يُثاب إن ظل على طاعة الله وشرعه حتى يلقى ربه.
وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعاء: "نسأل الله أن يجعلنا على مراده في كل وقت وحين، وأن نكون من أهل الحق الذين إذا ظهر المهدي بايعوه، وإن تأخر ظهوره، ظلوا ثابتين على أمر الله غير مبدلين ولا منتظرين".
