آيات الشفاء في القرآن.. بين الإيمان والدواء

كشف الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر الشفاء، موضحًا دورها في الاستشفاء من الأمراض، خاصة المستعصية، بشرط التوجه إلى الله تعالى بإخلاص ويقين.

وفي رده على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية: ما هي آيات الشفاء في القرآن الكريم، وهل يمكن قراءتها بنية الشفاء من المرض؟

 أوضح عاشور أن هناك ست آيات ذكرت فيها كلمة "شفاء"، وتُقرأ رجاء الشفاء من الله سبحانه وتعالى، وهي:

قوله تعالى: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14].

وقوله: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57].

وقوله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

وقوله: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].

وقوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].

وقوله: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].

وأكد أمين الفتوى أن تلاوة هذه الآيات بنية خالصة ورجاء الشفاء من الله من الأمور المشروعة، موضحًا أن القرآن الكريم شفاء للنفوس والأبدان، لكن لا ينبغي أن يُغني ذلك عن التداوي بالأسباب المادية والعلاج الطبي.

واستدل على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:"إن الله عز وجل لم يُنزل داءً إلا أنزل له دواءً، جهله من جهله، وعلمه من علمه" [مسند الإمام أحمد: حديث رقم 4267].

وأوضح عاشور أن الجمع بين التداوي بالقرآن الكريم وبين الطب هو منهج الإسلام المتوازن، مشيرًا إلى أن الآيات القرآنية تُقرأ رجاء من الله، مع الأخذ بالأسباب وعدم التواكل.

أدعية نبوية مأثورة لشفاء المريض

تضم السنة النبوية الشريفة مجموعة من الأدعية المباركة التي يمكن الدعاء بها للمريض، ومنها:

"اذهب البأس رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا".

"ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".

كما ورد عن النبي ﷺ دعاء فيه رجاء الشفاء والرحمة:
"ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع فيبرأ".

دعاء شامل لمرضى المسلمين

وفي ختام الحديث، تُرفع الأيدي بالدعاء لكل مريض: "اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقمًا، اللهم يا من تعيد المريض لصحته، وتستجيب دعاء البائس، اشفِ كل مريض، اللهم يا مسهّل الشديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، أخرج مرضانا من الضيق إلى أوسع الطريق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

كما يُستحب الدعاء للشخص المريض الذي نُكن له محبة خاصة، فنقول: "اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، اللهم خذ بيده، واحرسه بعينك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يُرام، واحفظه بعزك الذي لا يُضام، واكلأه في الليل والنهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرين".