المشي بعد الأكل لـ15 دقيقة عادة تحمي صحتك لعقود

المشي .. في عالم يسير بسرعة، يبحث كثيرون عن طرق بسيطة وفعالة لتحسين صحتهم دون الحاجة إلى جهد مفرط أو ساعات من التمارين الشاقة، وهنا يبرز خيار لا يكلفك أكثر من 15 دقيقة يوميًا: المشي بعد تناول الطعام مباشرة.
بحسب الدكتور إلروي أجويار، الأستاذ المساعد في علوم التمارين الرياضية بجامعة ألاباما، فإن المشي السريع لمدة ربع ساعة بعد كل وجبة يمكن أن يترك أثرًا فوريًا على الجسم، يمتد تأثيره إلى سنوات طويلة.
ويُضيف: "ممارسة الرياضة حتى لفترة قصيرة تساهم مباشرة في خفض ضغط الدم وتنظيم مستويات السكر في الدم".
تنظيم السكر بدون دواء
دراسات عدة، من بينها واحدة نُشرت في المجلة الدولية للطب العام، أظهرت أن المشي بعد الوجبات يُنظم استجابة الجسم للجلوكوز بشكل أفضل من المشي في أوقات أخرى من اليوم. فعند الحركة بعد الأكل، تُستخدم كميات أكبر من الجلوكوز كمصدر للطاقة في العضلات، مما يخفف العبء عن البنكرياس ويمنع الارتفاع المفاجئ في السكر.
هذا التفاعل البسيط يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي، التي تُعد من "الأمراض الصامتة" بحسب أجويار، لأنها تتطور ببطء دون أعراض واضحة حتى تصل إلى مرحلة متقدمة.
في حين أن النصيحة تبدو موجهة لأولئك الذين يعانون من مقاومة الإنسولين أو ارتفاع ضغط الدم، إلا أن الدكتور أجويار يؤكد أن المشي بعد الأكل مفيد لجميع الأعمار والفئات.
كما أنه يحسّن التمثيل الغذائي، يُساعد في التحكم في الوزن، ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
خطوات نحو صحة أفضل
للحصول على أقصى فائدة، ينصح بالمشي بوتيرة أسرع قليلاً من المعتاد، أي ما يعادل 130 خطوة في الدقيقة، مع شعور بسيط بضيق النفس أو تعرّق خفيف.
وتماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية، يمكن اعتماد 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط متوسط الشدة، ويُفضل تقسيمها على أيام الأسبوع.
تأثير طويل الأمد
إضافة إلى السيطرة على مستويات الجلوكوز، فإن هذا النشاط المنتظم يحسّن أيضًا من الكوليسترول الجيد (HDL)، ويقلل من الكوليسترول الضار (LDL)، ويؤثر إيجابيًا على محيط الخصر والوزن.
الدكتور أجويار يختتم بتأكيد أن هذا النوع من التمارين اليومية لا يُحدث فرقًا فقط على المدى القريب، بل يبني أساسًا لصحة مستقرة ومستدامة على مدى عقود.
المشي بعد الأكل ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو استراتيجية صحية فعالة ومجانية يمكن للجميع تبنيها. خطوة واحدة بعد كل وجبة قد تكون هي الخطوة الأولى نحو حياة أطول وأكثر صحة.