كلام فى الهوا
كثيرًا ما يلجأ الشخص إلى الحديث مع راكب بجواره فى إحدى المواصلات العامة، ويجدها فرصة ليتحدث مع شخص مجهول لا يعرفه دون خطر، ويشعر بعدها بإرتياح لأنه أستطاع أن يقول، ولأن الكلام علاج يجعل الشخص أقل عُرضة للاكتئاب، فهو بذلك استطاع أن يتنفس بالكلام. وها هو حديث دار بين شخصين كانا إلى جوارى فى انتظار حضور «المترو» تبادلا أطراف الحديث، حيث بدا الأول حديثه إلى الثانى الجالس بجواره «الدنيا لا تهون إلا على الغلبان»، فيرد عليه الشخص الآخر: «عندك حق»، ليقول الأول: «شحات يطلب مساعدة من شحات»، فيرد الثانى : «يا عم لا يحس بألم الفقير غير الفقير مثله، رغم الواحد لا يعرف كيف يعيش ها هو يقدم المساعدة لهؤلاء الفقراء الجالسين على أبواب محطات المترو»، فيتعجب الرجل الأول بطرح سؤال على الرجل الثانى الذى لا يعرفه، «أنا لا أعلم كيف نحن لا نستطيع أن نعيش ونحن الذين يصرفون على البلد؟»، فيرد الثانى ويقول: «والله عندك حق».. فالحكومة لا تقدم لنا شيئًا بدون مقابل (مفيش حاجة ببلاش)، لا تعليم ولا صحة ولا مواصلات ولا سكن، كله بمقابل، هذا بخلاف الضرائب على المرتبات الضئيلة، لينتهى الحديث عند هذا الحد ويترك كل شخص الآخر دون سلام أو تمنى بلقاء آخر، كأنهما يقولان لبعضهما لا تأخذ على كلامى شيئًا.. إنها مجرد فضفضة لا أكثر.