عصف ذهنى
(يرضى مين إن شيكارة اليوريا سعرها الحكومى 265 جنيهاً، وبنشتريها من السوق السوداء بـ1700 جنيه)، بهذه المرارة لخص جابر أبوالفضل أحد مزارعى قرية الغرق بمحافظة الفيوم، معاناة الفلاحين وغضبهم فى الحصول على مقررات الأسمدة اللازمة لزراعاتهم، بسبب نقص السماد بالجمعيات الزراعية، ما يدفعهم إلى السوق السوداء لشرائها بثلاثة أضعافها!!
ذلك لا يحدث فى الفيوم فقط لكنه يتكرر فى غيرها من المحافظات، فهناك نقص فى مقررات الصرف للسماد بدات مع الموسم الصيفى الذى أوشك على الانتهاء بالنسبة لمحاصيل القصب والذرة الشامية، وكذلك الرفيعة، فبعد أن كان مقرر فدان الذرة خمسة شكائر للفدان لا يصرف منها سوى شكارتين فقط، وهذا يؤثر بدوره على الإنتاج ما جعل سعر شيكارة النترات يتراوح فى السوق السوداء، من 1200 جنيه إلى 1600 جنيها.
وإذا كانت الأزمة قد اشتدت بسبب الوقف المؤقت لمصانع الأسمدة قبل بضعة أسابيع، فما مبرر استمرارها الآن مع عودتها للعمل بقوة؟
البعض يرى ان للازمة وجوه كثيرة، من أهمها عدم صرف المقررات وفقًا للحصر الفعلى، أو طبقًا للمساحات المنزرعة على الطبيعة، وإنما يجرى صرف معظمها بحيازات وهمية على غرار ما تم ضبطه فى المنيا وبعض المحافظات الأخرى! وهناك سؤال يتردد: إذا كانت مصر تحتل المرتبة السابعة عالميًا فى تصدير الأسمدة، بإنتاج يزيد على 17 مليون طن سنوياً، فلماذا يجد الفلاح صعوبة فى الحصول عليها بالسوق المحلية؟
ربما يأتى الجواب من المجلس التصديرى للكيماويات، حيث بلغت صادرات القطاع فى النصف الاول من العام الحالى 4,6 مليار دولار، وهنا هل تم إرضاء السوق الخارجى على حساب السوق المحلية، ومتى يتم إرضاء الفلاحين حتى ننتزع غضبهم؟
< قبل الختام <
خروج قطار( مطروح - اسكندرية) عن القضبان الذى راح ضحيته ثلاثة أشخاص وإصابة 97 آخرين، نتمنى أن نكشف عن السبب الحقيقى وراء حوادث القطارات المتكررة، بعيدًا عن إدانة القضبان أو سرعة القطار، أو القيادة تحت تأثير المخدر!!